بدون شك أن المناخ السياسى والحزبى، وكذلك الشأن الداخلى للمصريين من حيث معيشة الناس البائسة، بالإضافة لتكميم الأفواه، استدعى تدخل الرئيس فى هذا التوقيت الصعب، بهدف نزع فتيل الحرائق، التى لو اندلعت - لا قدر الله - فلن ينجو منها أحد، وكانت مصر ستخسر كثيرا.
يقينى أن هناك مكتسبات كثيرة تحققت فى العشر سنوات الماضية، لكن فى المقابل هناك أيضا انتكاسات، منها على سبيل المثال، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لحياة المصريين الصعبة، والتى أصبح يعانى منها معظم أبناء الشعب، من أسوان إلى مطروح، دون وجود بارقة أمل لانتهاء هذه الظروف والأوضاع القاسية، وكل يوم المواطن يصبح على هم جديد يقض مضجعه.
لذا كانت "تويتة" الرئيس أمس مهمة جدا فى هذه الأجواء السياسية المنحطة، والتى تسبب فيها الانتهازيون والمنتفعون والمطبلون، خاصة فئة رجال الأعمال والأثرياء، وبعض الإعلاميين المزيفين طبعا، وأنصاف المثقفين، والحرافيش، الذين يتم استخدامهم وقت اللزوم، حسنا مافعله الرئيس.. بغرض إنقاذ البلاد من شر او انفجار كان ينتظرها، لعلاج العوار والأخطاء التى شابت العملية الانتخابية برمتها، وقد حذرت المنابر الإعلامية الوطنية والرشيدة من هذه التداعيات، التى من المرجح أن تحدث إذا استمرت هذه المهازل، والفوضى التى سادت العملية الانتخابية فى أرجاء البلاد، من تزوير لإرادة الناخبين، وعدم تمكينهم من أبسط حقوقهم السياسية، والأدهى من ذلك استغلال عوز الناس، وفقرهم والذى تسببت فيه الحكومة الفاشلة بالتاكيد، واستخدام المال السياسى، والرشا لاجتلاب المزيد من الأصوات.
ناهيك عن عشرات الملايين التى يتم دفعها للأحزاب الموالية للسلطة، وهذا السلوك المشين والفاضح، لم نره لا فى عهد ناصر، ولا السادات، ولا مبارك، على المستوى الشخصى كنت أتوقع تدخل الرئيس فى الوقت المناسب، لأن معظم الدوائر الانتخابية على مستوى جميع محافظات الجمهورية خاصة الصعيد كانت مشتعلة.
لذا أطالب الرئيس السيسى وهو الوحيد القادر على إحداث التغيير، وبعد هذه "التويتة" الرصينة، والتى صاغها كما يبدو لى رجل قانون فذ، وبتوجيهات من الرئيس طبعا، أن يتبعها العديد من التويتات الأخرى.
لان مصر تحتاج اليوم ياريس إلى كتابة عقد اجتماعى وسياسى جديد.. لاستعادة الشرعية مرة أخرى من الشعب، وحتى أكون واضحا، مصر فى حاجة ماسة وضرورية إلى ثورة إصلاح حقيقى، يعيد صياغة المشهد السياسى والاحتماعى من جديد، وأظن السادات - رحمة الله عليه - فعل ذلك فى عهده، بفكرة تعدد المنابر، يمين، وسط، يسار، أيضا هناك تجارب حزبية كثيرة موجودة فى الدول الأوربية ممكن نستفيد منها.
وينبغى أن تمنح التيارات السياسية الرشيدة حرية كاملة فى الحركة، وممارسة عملها على الأرض.. بدون مضايقات أمنية، وأهمية ان نعود أيضا للنظام الفردى فى الانتخابات البرلمانية بنسبة لاتقل عن 80٪، والحد من نظام القائمة الذى يكرس للانتهازية وسياسة التكويس، بالإضافة للفساد طبعا والمال السياسى.
وإذا حدث ذلك فسوف نجد مجلس نواب محترم.. يعبر عن نبض الشعب تماما، وليس مجلس معظمه من شلة المنتفعين وتجار الٱثار، إن نظام القائمة المأخوذ به اليوم فى مصر يكرس للمزيد من الاستبداد، والفساد، والمصالح الشخصية الضيقة، دون الأخذ فى الاعتبار مصالح الوطن العليا، والحفاظ على سلامة الجبهة الداخلية، وأهمية وحدتها واصطفافها لمواجهة التحديات والأخطار التى تحيط بالوطن.
وأظن أن معظم دول العالم المتحضرة، لاتأخذ بنظام القائمة المطلقة التى ابتدع القائمون على أحزاب الموالاة على الإطلاق، يوجد 3 دول شيوعية على مستوى العالم هي فنزويلا، وشمال كوريا، وفيتنام، هي من تطبق نظام القائمة الشيطانية بهذه النسب الغبية.
لقد حان الوقت ياسيادة الرئيس أن تقترب من الشعب أكثر بعد ان نجحت القاهرة فى تصدر المشهد العربى والإقليمى، وأصبح ينظر إليها على المستوى الدولى نظرة احترام وتقدير، كما برزت ونجحت فى العديد من الملفات، خاصة ملف غزة، حيث أفشلت مؤامرة الكيان الصهيونى، وأمريكا فى تهجير أهالى غزة. وموقفها الرائع فى ليبيا، وأخيرا وقوفها الى جانب السودان الشقيق، ضد عصابات الدعم السريع التى تريد تقسيم السودان، حان وقت التغيير ياريس، فالجبهة الداخلية مهمة جدا، ولاتقل فى أهميتها عن الوضع الخارجى، حتى لانعطى ذريعة او فرصة لأى حد متٱمر يريد ان يصطاد فى الماء العكر، ويتهم بلدنا بالاستبداد والقمع، وأنها لاتحترم حرية مواطنيها، لافى الانتخابات ولا فى إبداء ٱرائهم بحرية مسئولة طبعا.
إن مصر اليوم تحتاج من سيادتكم للمزيد من التويتات التى تصب فى صالح الشعب.. الذى تحمل مصاعب ومتاعب كثيرة، ولايزال يئن تحت وطأتها، فكوا الحزام شوية ياريس، الناس تنتظر إجراءات كثيرة تصب فى صالحهم مثل: تخفيض الأسعار مثلا، وزيادة المرتبات خاصة لاصحاب المعاشات، زيادة بدل التكنولوجيا للصحفيين، زيادة مقررات السلع التموينية لتخفيف الأعباء عن المصريين البسطاء.
إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ماداموا لم يرتكبوا جرائم قتل وخلافه، التخلص من الإعلاميين المطبلين الذين يشوهون الحقائق ولاينقلونها لحضرتك بصدق وأمانة، وتقريب الإعلاميين والصحفيين الشرفاء الذين يصدقونك القول ويقدمون النصيحة مجردة من الهوى، ومحاربة الفاسدين، خاصة من يعطلون مصالح العباد، ويحصلون على رشوة او إتاوة.
اضرب ياريس بيد من حديد، والشعب الحر الشريف سيكون من أمامك ومن خلفك، بعد ربنا سبحانه وتعالى، لانه لايصح إلا الصحيح، مصر تنتظر الكثير من سيادتكم والشعب أيضا لأنه عانى كثيرا وصبر، والله الموفق والمستعان، تحيا مصر.
---------------------------
بقلم: جمال قرين






