وجّه الفنان الكبير محمد صبحي رسالة تهنئة إلى السيد يفجيني بريماكوف، رئيس الوكالة الفيدرالية للتعاون الدولي في روسيا، بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس الدبلوماسية الشعبية الروسية، وذلك من خلال فيديو خاص عبّر فيه عن تقديره العميق لروسيا ودورها الثقافي والإنساني.
وقال صبحي في كلمته المصوّرة: “أشكر دولة روسيا على دعوتي للمشاركة في احتفالية مرور مئة عام على تأسيس الدبلوماسية الشعبية الروسية وذكرى تأسيس المراكز الثقافية الروسية”.
وأعرب عن أسفه لعدم قدرته على السفر إلى موسكو والمشاركة في الاحتفال بسبب ظروفه الصحية، لكنه أكد أن روسيا تُعد من أكثر الدول حرصًا على تعزيز التواصل بين الشعوب من خلال مراكزها الثقافية، التي بدأت تحت اسم المراكز السوفيتية وأصبحت تُعرف اليوم بـ البيوت الروسية.
واستعاد صبحي ذكرياته مع المركز الروسي في القاهرة، موضحًا أنه حين زاره لأول مرة شعر بأنه أمام عالم من الفن والثقافة وتبادل الرؤى، مشيرًا إلى أن ارتباطه بالثقافة الروسية امتد لسنوات طويلة، خاصة من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي كان يضم جناحًا روسيًا ثريًا بالمعرفة والثقافة، وكان الزائرون يتلقون في ختام جولتهم أسطوانة موسيقية لأشهر الموسيقيين الروس كهدية رمزية جميلة.
وأضاف صبحي أنه تابع أنشطة المركز الثقافي الروسي منذ ستينيات القرن الماضي، حيث شاهد هناك فيلم “هاملت” في نسخته الروسية، وهو ما ألهمه لاحقًا لتقديم “هاملت” على المسرح، كما قدّم رواية “الإخوة كارامازوف”، وشارك في بطولة فيلم “الجريح” المأخوذ عن رواية الأبله للكاتب الكبير دوستويفسكي. وأشار إلى أنه قرأ ودرس منهج ستانسلافسكي باعتباره أول مدرسة للتمثيل في العالم، وكان هذا المنهج جزءًا من دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرّج وعُيّن معيدًا بعد ذلك.
وأوضح الفنان الكبير أن لروسيا فضلًا كبيرًا على مصر في إنشاء 97 مشروعًا مشتركًا، من بينها أكاديمية الفنون التي تضم معاهد السينما والمسرح والباليه والكونسرفتوار، لافتًا إلى أنه درس في المعهد بالمناهج الروسية وتخرّج فيها. كما ذكر أن المركز الثقافي الروسي سمح له بإجراء بروفات مسرحيته الشهيرة “أجراس القدر” على مسرحه، واستعان في عدد من أعماله بمبدعين روس في مجالات التكنيك الحركي، مشيدًا بدقتهم ومهنيتهم العالية.
وأكد صبحي أن روسيا ما زالت تواصل دعمها لمصر من خلال مشروع الضبعة النووي، مشيرًا إلى أن تبادل الثقافات بين الشعوب يصنع الإنسانية، ويعزز القيم المشتركة بين الأمم.
وفي ختام رسالته، قدّم محمد صبحي التهنئة إلى الشعب الروسي بمناسبة مرور مئة عام على الدبلوماسية الشعبية الروسية، مشيدًا بالدور الحيوي الذي تلعبه المراكز الثقافية الروسية في القاهرة والإسكندرية في مدّ جسور التواصل بين الشعبين المصري والروسي.
كما توجّه بالشكر إلى الدكتور فاديم زايتشيكوف، مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر، وإلى صديقه شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الروسي، على دعوته الكريمة للمشاركة في هذه المناسبة المميزة، معربًا عن تطلعه لزيارة روسيا قريبًا لرؤية المسرح الروسي الذي لطالما تأثر به وتفاعل معه على مدار عقود طويلة.






