11 - 11 - 2025

متخصص الإرهاب والتطرف: القاعدة تحاصر باماكو ومالي على صفيح ساخن

متخصص الإرهاب والتطرف: القاعدة تحاصر باماكو ومالي على صفيح ساخن

أكد محمد حسام ثابت، مدير برنامج دراسات الإرهاب والتطرف بمركز مسارات للدراسات الاستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ "المشهد" أن مالي تمر بواحدة من أخطر فترات تاريخها الحديث، حيث شهدت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة توسعاً ميدانياً سريعاً في مناطق الوسط والشمال، ونجحت في فرض طوق شبه كامل حول العاصمة باماكو، من خلال السيطرة على طرق الإمداد والمحاور التجارية والعسكرية.

موضحاً أن الوضع الحالي يأتي في ظل هشاشة سياسية وأمنية ممتدة منذ أكثر من عقد، نتيجة الانقلابات المتتالية وتراجع فعالية المؤسسات، وضعف الدعم الدولي، وعجز الدولة عن بسط نفوذها خارج المراكز الحضرية.

وأضاف ثابت أن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، الذراع الأهم للقاعدة في الساحل والصحراء، حولت نشاطها هذا العام من استهداف الأطراف إلى الضغط المباشر على قلب الدولة، وأوضح "العمليات لم تعد مجرد كمائن دفاعية، بل هجمات مركزة على قوافل الجيش وطرق الإمداد والمواد الأساسية، مما تسبب في اضطراب إمدادات الوقود والغذاء داخل العاصمة، ويشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المؤسسات والسكان".

وعن طبيعة الصراع الأمني في مالي، قال ثابت: "هناك تنافس واضح بين القاعدة وداعش في الصحراء الكبرى، بينما يعتمد داعش على المواجهة المباشرة، تبني القاعدة روابط محلية مع المجتمعات، مقدمة خدمات محدودة في المناطق التي انسحبت منها الدولة، لتبني نفوذاً غير رسمي لكنه مؤثر وفاعل في المشهد المحلي".

وحول الوضع السياسي، أكد ثابت أن "المجلس العسكري الحاكم يواجه تحديات كبيرة في إدارة الأزمة، وسط عزلة دولية بعد انسحاب القوات الأجنبية وتراجع الدعم الأممي، مع احتمالية تصاعد توترات داخل المؤسسة العسكرية إذا استمرت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في التفاقم".

وأشار إلى أهمية الدور المصري قائلاً: "مصر تمتلك تجربة راسخة وناجحة في مواجهة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة، ويمكن لمالي الاستفادة من خبرتها في إعادة هيكلة الجيش وتنظيم مسارات التنمية في المناطق المهمشة، ما يسهم في استعادة سيادة الدولة ويعزز الاستقرار الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء".

وختم ثابت بالقول "الأزمة في مالي ليست مجرد نزاع مسلح، بل اختبار مباشر لوجود الدولة وقدرتها على الاستمرار، مستقبل البلاد مرتبط بمدى قدرة المؤسسات على استعادة تماسكها، ودور الشركاء الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، في تقديم الدعم السياسي والاستراتيجي اللازم لإعادة التوازن وتحقيق الاستقرار في المنطقة".