05 - 11 - 2025

عماد الأطرش خبير الحياة البرية الفلسطيني: أعداء الحياة لايكتفون بإبادة البشر

عماد الأطرش خبير الحياة البرية الفلسطيني: أعداء الحياة لايكتفون بإبادة البشر

- خبير الحياة البرية يكشف أوضاع البيئة الفلسطينية فى ظل الاحتلال: الاستيطان دمر التنوع البيولوجي
- يعتدون على المحميات ويسطون على الطير فى سماه ويطمسون الهوية الفلسطينية حتى الزيتون يريدونه رمزا
- غيروا اسم عصقور الشرق الفلسطينى إلى العصفور البرتقالى والحية الفلسطينية إلى أفعى أرض إسرائيل

موقع فلسطين بين مناطق نباتية طبيعية مختلفة، خلق حالة من الثراء والغنى فى أنواع النباتات وكان لذلك أثره على تنوع الحيوانات، ففلسطين تقع فى منطقة جغرافية غنية بيئيا، والغنى ليس فقط فى النبات والحيوان ولكن أيضا فى تنوع الصخور والتربة والتضاريس من جبال وسهول وتلال وينابيع وبحيرات وأنهار، هذه البيئة الغنية الفريدة تعانى بكل مكوناتها كما يعانى الإنسان الفلسطينى.

 وعن أحوال البيئة فى فلسطين وكيف تعانى فى ظل الاحتلال، التقت "المشهد" مع عماد على الأطرش - خبير البيئة وعضو جمعية حماية الحياة البرية فى فاسطين، خلال وجوده فى القاهرة لحضور منتدى البيئة لدول البحر الأبيض المتوسط.

فى البداية عرض"الأطرش" أهم المشكلات البيئية فى فلسطين وتتمثل فى:

- أولا: إستنزاف المصادر الطبيعية من أراضى ومياه نتيجة التوسع فى إقامة المستوطنات التى وصلت للتعدى على المحميات الطبيعية.

- ثانيا: التصحر فحسب تعريف مؤتمر الأمم المتحدة عام 1977 التصحر تدهور قدرة الانتاج البيولوجى للأرض، مما يؤدى إلى إمتداد النطاق الصحراوى غير المنتج، ويزداد النطاق الصحراوى فى فلسطين  بسبب تدهور موارد الأرض من تربة ومياه ونبات، فالمناطق التى كانت غنية بغابات البلوط بكل أنواعه والصنوبر والسرو والخروب، تحولت لمناطق قاحلة.

ويضرب "الأطرش" مثالا بشارع 60 الذى شقه الاحتلال طريقا لربط القدس بمستوطنات كفار عصيون، ولشق هذا الطريق دمر الاحتلال أراضى زراعية واسعة تمر من بين جالا والخضر وهذا تدمير للبيئة يؤثر على حياة الفلاح واستقراره ومصدر دخله.

ويترتب على التصحر الذى تعانى منه البيئة الفلسطينية العديد من الآثار، يرصدها الأطرش فى تراجع الانتاج الزراعى واختفاء الغابات ونقص المياه الجوفية والسطحية، ويؤثر التصحر على تغير المناخ، فقطع الأشجار وإزالة الغابات يحدث تغيرات في المناخ يؤدى إلى الاختلال البيئى.

- ثالثا: غياب البنية التحتية الوطنية من صرف صحى ونظام لتداول المخلفات والنفايات وتدويرها وأثر ذلك على البيئة فى ظاهرة التلوث، ودخول مواد غريبة كالفضلات والغبار والغازات والاشعاعات فى الماء والهواء، وتلوث التربة وزيادة نسبة الأملاح لعدم وجود صرف زراعي، فالمستوطنون يصرفون مياه الصرف الصحى على الأراضى الزراعية للفلسطينيين ويلوثون المحاصيل والتربة.

عماد الأطرش خبير الحياة البرية الفلسطيني مع الزميلة نجوى طنطاوي

* ماذا عن تأثير الحرب على البيئة فى فلسطين؟

- الاعتداء على البيئة يأتى ضمن خطة ممنهجة للتأثير على الموارد وتضييق فرص الحياة بهدف التهجير، قبل الحرب كانت 90% من المياه ملوثة، وتتسبب فى إصابة 26% من السكان بالأمراض و12% من وفيات الأطفال كان بسبب التلوث والأوضاع بعد الحرب أصعب، فالحرب قضت على الغطاء النباتى بالكامل فى وادى غزة وهو محمية طبيعية، بعدما ألقى على غزة ضعف قوة قنبلة هيروشيما ونجازاكى.

كما أن الحرب على البيئة تحدث فى كل فلسطين، ففى الضفة الغربية تم قطع 600 ألف شجرة زيتون، هم يقطعون أشجار الزيتون ونزرع غيره، ووصل الأمر إلى إطلاق المستوطنين النار على الفلسطينيين أثناء موسم حصاد الزيتون، ويهدد المستوطنون حياة الفلسطينين حتى لايصلوا إلى أراضيهم.

* كيف أثرت التعديات على البيئة في الكائنات الحية والتنوع البيولوجى؟

- معروف أن الطيور تحتاج إلى أشجار وبيئة آمنة، وهذا غير متوفر فى ظل الاحتلال، مما أثر على الحياة البرية وهدد كائنات بالانقراض مثل طائر عصفور الشرق الفلسطينى التى تراجعت أعداده بشكل ملحوظ . ومن الطيور التى تأثرت بالحرب والتلوث الناتج عنه الكروان والحجل والزجزاج الشامى كل هذه الطيور تراجعت أعدادها وفق دراسات  المركز الاحصائى للبيئة والزراعة.

المفروض إن وظيفة المحميات الحفاظ على التنوع البيولوجى وحماية الحياة البرية وهذا صعب تحقيقه فى فلسطين، حيث تقيم سلطات الاحتلال المستوطنات فى مناطق المحميات الطبيعية، على سبيل المثال محمية أبو غنيم جبل كانت منتزها قوميا كله أشجار، وظلت أشجاره على مر الزمن. قطعوا الأشجار وأقاموا مستوطنات، فالهدف أبعد من البيئة والأشجار، الهدف إقتلاع البشر وتضييق فرص الحياة. وفى محمية وادى قانا حيث العيون والينابيع أقاموا مستوطنات على رؤوس الجبال ،وفى أريحا ومنطقة العوجة إعتدوا على مصادر المياه من الينابيع والمياه الجوفية لتصل للمستوطنين وحرمان الفلسطينين منها. وفى محمية أم الريحان وجنين أقاموا مستوطنات، وفى وادى القف بالخليل قلعوا الأشجار ودمروا الزراعات وأقاموا مستوطنات، إضافة للجدار العنصرى العازل الذى دمر الموائل الطبيعية للطيور والحيوانات والنباتات، مما أثر على التنوع البيولوجى ليصبح أى كائن حى أكبر من الأرنب مهدد بالانقراض.


عصفور الشمس الفلسطيني..حاول الإسرائيليون تغيير اسمه الى العصفور البرتقالي

السطو الثقافى

* وماذا عن السطو الثقافى البيئى؟

- لا تكتفى سلطة الاحتلال بالتعدي على المحميات وقلع الأشجار وتلويث الهواء والماء والتربة، ولكن تسطو على الكائنات الحية حتى الطير فى سماه، حيث غيروا إسم عصفور الشرق الفلسطينى ليصبح العصفور البرتقالى، الحية الفلسطينية غيروا إسمها لتصبح أفعى أرض إسرائيل، نبات سوستة فقوعة وهو أحد رموز فلسطين غيروا إسمه إلى سوسنة جلبوع، ووصل الأمر أنهم يريدون شجر الزيتون رمزا، ونبات شقائق النعمان وهو رمز للشهيد الفلسطيني أرادوا أن يسطوا عليه ويستخدمونه رمزا لهم.

العزلة

* ماهو موقف المؤسسات الدولية المعنية بالبيئة مما يحدث فى فلسطين؟

- مشكلة المؤسسات فى فكرة الحياد، وهى فكرة لا تصلح فى وضع فلسطين حيث المحتل هو أكير ملوث، والمشكلة الثانية هى العزلة المفروضة على غزة والضفة.
-----------------------------
حوار: نجوى طنطاوي

عماد الأطرش خبير الحياة البرية الفلسطيني

سوسن فقوعة الزهرة الوطنية لدولة فلسطين

سوسن فقوعة الزهرة الوطنية لدولة فلسطين

وادي غزة الذي دمره الاحتلال في حربه الأخيرة وهو منطقة رطبة مهمة عالميا لهجرة الطيور مرتبط مع بمحمية الزرانيق والبردويل على ساحل البحر المتوسط

الرخمة المصرية في سماء فلسطين

دوري البحر الميت

وادي غزة

عماد الأطرش خبير الحياة البرية الفلسطيني مع الزميلة نجوى طنطاوي