05 - 11 - 2025

عجاجيات | شكرا لمن حضروا ومن غابوا

عجاجيات | شكرا لمن حضروا ومن غابوا

كانت وما زالت وستظل مصر بمشيئة الله ترحب بكل من يدخلها ومن يلجأ إليها ومن يزورها، فمصر وحضارتها الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ تجسد وتحقق بيت الشعر العربى:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل

فمن الصعب أن يشعر أي زائر لمصر بالغربة مع ما يجده من ترحيب طبيعى من الإنسان المصري الذى جبل على الود والتعايش والتسامح.

ولذلك شاهدنا ولمسنا فرحة ضيوف مصر الذين شاركوا فى حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وتابعنا أنباء مد معظمهم زيارته لمصر، وشاهدنا شخصيات رفيعة القدر تمارس الرياضة الصباحية على ممشى اهل مصر فى رحاب النهر الخالد، ورأينا من فضّل زيارة قاهرة المعز ويتجول فى الأزهر وخان الخليلى ويجلس فى أمان على مقهى ، وقبل كل ذلك أعرب ضيوف مصر عن سعادتهم الغامرة بالمشاركة فى هذا الحدث الثقافى العالمى وافتخارهم بذلك.

وبالطبع نحن لا نلوم من أحجموا عن الحضور واختاروا الغياب بل ونلتمس لهم الأعذار.. بالطبع كان وقوف الأشقاء بجوارنا في مثل هذه المناسبة الهامة سيسعدنا، ويبدو أن البعض لم يقدر أهمية افتتاح اكبر متحف فى العالم يضم آثار حضارة واحدة، وربما البعض تأثر بالحساسية المفرطة من الحديث عن الحضارة المصرية وفضل مصر على الإنسانية.

ولعل ذلك ظهر فى تعليقات بعض الأشقاء الذين قللوا من أهمية المتحف المصري الكبير واستخدموا الغمز واللمز عن أحوال مصر الاقتصادية

فى كل الأحوال فاز من شاركونا فرحة افتتاح اكبر متاحف العالم، أما من غابوا واحجموا فهذا شأنهم، والحقيقة المؤكدة أن المتحف الكبير ولد ليبقى ويزدهر.

والمؤكد أننا نلتمس العذر لمن لم يحضر، ولكننا لا نلتمس العذر مع من يغض الطرف عن الاعتداء على معتمرة مصرية ومعتمر مصري فى قلب الحرم المكي الشريف الذى وعد الله سبحانه وتعالى من دخله بالأمن، هذا الإعتداء أصابنى بالحزن والألم حتى أننى كدت أطالب أهلنا المصريين بالإحجام عن أداء الحج والعمرة لفترة زمنية، ولكننى تراجعت واستعذت من الشيطان الرجيم لعلمى بأن قلوب المصريين تهفو إلى زيارة البيت العتيق فى مكة المكرمة، وزيارة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة، ولعلمى أن الشرطى السعودي المعتدى يمثل حالة شاذة، وربما لسبب أو لآخر يعاني من عقدة مرضية تجاه المصريين، ربما لأن المدرس المصري الذى كان يعلمه عمق شعوره بالغباء، وربما لأن والده حكى له مراراً عن التكية المصرية التى كانوا يقصدونها طلبا للطعام والكساء.

والحقيقة أننى عشت فى السعودية عدة سنوات خلال عملى فى صحيفة الجزيرة بالرياض، وقابلت شخصيات سعودية فى منتهى الطيبة والكرم والتحضر، كما قابلت شخصيات دون ذلك، وقابلت من يحب مصر ويعترف بفضلها ويعرف قدرها وقابلت من تسبب له كلمة مصر حساسية وارتكاريا، ولله فى خلقه شؤون.

فقط أتمنى أن يتحرك العقلاء فى السعودية لعقاب من يعتدى ويؤذى ضيوف الرحمن، خاصة وأن الحرمين الشريفين ملك لكل المسلمين فى كل أنحاء العالم، والله سبحانه وتعالى شرّف الأشقاء السعوديين بخدمة الحرمين، وخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وامنهم..
---------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | شكرا لمن حضروا ومن غابوا