استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ صباح اليوم رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين، حيث جرى بحث آفاق التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس شي أن العلاقات بين الصين وروسيا تمضي بثبات نحو مستويات أعلى من التطور والجودة، رغم التحديات والتقلبات التي يشهدها المشهد الدولي.
وأوضح أن الحفاظ على علاقات متينة بين بكين وموسكو وتطويرها يعد خيارًا استراتيجيًا مشتركًا لكلا الجانبين، مشيرًا إلى أنه أجرى هذا العام لقاءين مهمين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو وبكين، تم خلالهما بحث القضايا الإستراتيجية الكبرى ووضع خطط جديدة لتعزيز مسار العلاقات الثنائية.
ودعا شي إلى ضرورة الحفاظ على التنسيق الوثيق بين البلدين لضمان تنفيذ التفاهمات المهمة التي توصل إليها مع الرئيس بوتين، والتركيز على المصالح الجوهرية للشعبين، والعمل على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بما يخدم السلام والتنمية في العالم.
كما شدد الرئيس الصيني على أهمية توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين، وتعزيز الشراكة في القطاعات التقليدية مثل الطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، والطيران، والفضاء، إلى جانب استكشاف آفاق جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، بما يفتح مجالات نمو جديدة للتعاون المشترك.
وأشار كذلك إلى أهمية توثيق التبادل الإنساني والثقافي، وتعزيز التواصل بين الشعبين من أجل توسيع قاعدة الصداقة والتعاون.
وفي سياق حديثه، استعرض شي جين بينغ ملامح “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” التي أقرّتها الجلسة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني مؤخرًا، موضحًا أنها تمثل خريطة طريق استراتيجية لتنمية الصين الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات المقبلة، ومؤكدًا أن بلاده ماضية في مسيرة التحديث الشامل والتنمية عالية الجودة والانفتاح الواسع على العالم.
وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتحقيق التكامل بين الخطة الخمسية الصينية واستراتيجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الروسية بما يحقق مزيدًا من الفوائد للشعبين.
من جانبه، نقل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين تحيات الرئيس فلاديمير بوتين الحارة إلى الرئيس شي جين بينغ، وهنأه على نجاح الجلسة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، معربًا عن ثقته في قدرة الصين على تحقيق أهداف خطتها الخمسية الجديدة وتحقيق إنجازات أكبر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد ميشوستين أن اللقاءين اللذين جمعا الرئيسين شي وبوتين خلال هذا العام رسّخا الأسس الإستراتيجية لتطوير العلاقات الثنائية، وعززا الشراكة الشاملة للتنسيق بين البلدين.
كما أعرب عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاقتصاد الرقمي، وتكثيف التبادل الثقافي والإنساني، وتعميق التنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي لتحقيق نتائج ملموسة تصب في مصلحة البلدين.
وقد حضر اللقاء عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية.
