04 - 11 - 2025

"لغز السيد س".. جديد وليد علاء الدين عن دار الشروق

صدر حديثا عن دار الشروق، كتاب "لغز السيد/ س.. فن اقتناص الخيال في الكتابة" للكاتب والفنان التشكيلي وليد علاء الدين، وبغلاف للفنان وليد طاهر.

الكتاب بمثابة خلاصة لسلسلة من ورش الكتابة الإبداعية التي قدمها الكاتب تحت عنوان "اقتناص الخيال" والتي انطلقت من مكتبة الإسكندرية منذ عدة سنوات وطاف بها وليد علاء الدين في العديد من المدن العربية مثل أبو ظبي ودبي ومسقط، وقامت على منهج التفكير المشترك في المفاهيم والمصطلحات وإعادة النظر فيها وإعادة تعبئتها بوعي جديد لتفكيك العقبات التي تحول دون القدرة على استخدام الكتابة الأدبية وسيلة تعبير عن الخيال.

ومن خلال 32 فصلا يحاول الكاتب تقديم ما يشبه دليل لاقتناص اللحظة التي تسبق الكتابة، لتحويل القلق إلى رحلة استثنائية لفك شفرة الإبداع واستكشاف سبل تحول الصور الذهنية إلى نصوص أدبية، وكيف نتعامل مع القراءة كمنهج تفكير لا كمهمة روتينية، ويجمع الكتاب بين الحكايات الفلسفية والأمثلة العملية مستلهما تجارب عمالقة الأدب والعلم، للتأكيد على أن الخيال ليس ترفا بل ضرورة لصناعة عالم أكثر إنسانية وجمالا.

من جانبه يقول الروائي والشاعر وليد علاء الدين، إن كلمة الموهبة هي كلمة ملغزة، مفضلا استبدالها بكلمة "ملكة"، ويرى أن الكتابة الأدبية "فخ جمالي"، كونها تتوسل الجمال من أجل تحقيق متعة القارئ، وهي بذلك تختلف عن الكتابة البحثية، مشيرا إلى أن معادلة الكتابة الإبداعية تقوم على الرغبة التي تدفع الإنسان للتعبير عنها، ثم القدرة على التعبير، ومن ثم اختبار تلك القدرة أو الملكة وهو اختبار مستمر ولا ينتهي إلا بتوقف الكاتب عن الكتابة.

أضاف أن انتشار ورش الكتابة الإبداعية هي ظاهرة صحية، تنم عن زيادة وعي بدور الكلمة المكتوبة، حتى لو كان الأمر نتيجة لطلب متزايد على كتابة أنواع أدبية بعينها طلبًا للشهرة لما تحظى به من اهتمام إعلامي، أو كنوع من الوجاهة، لرواجها اجتماعيًا أو أملًا في الحصول على ما يُرصد لها من جوائز مغرية، مشيرا إلى أنه مهما كان الدافع ففي النهاية الفرز متروك للزمن. ولا مشكلة إذا زاد الكمُّ وتراجع الكيف مؤقتًا، لأن هذا الكم يشكل بيئة ثرية ووسطًا مفيدًا يسمح بظهور إنتاج نوعي مميز.

لفت إلى أنه لا يحاول من خلال هذا الكتاب التفتيش في دوافع من يرغبون في ممارسة الكتابة، ولكن يحاول فهم دوافع الرافضين للأمر، حيث يرى أن هذا الرفض ـ الذي يبدو له متعاليًا- راجعٌ في أساسه إلى خلل في المفهومين الأساسيين لعملية الكتابة الإبداعية، وهما: الكتابة، والإبداع، بالإضافة إلى خلل متوارن في مفهوم الموهبة الملتبس بأوهام حول أنها منحة من قوى أعلى في مساحة تشبه الوحي السماوي أو المدد الشيطاني. ويرى أن هذا الخلل يمتد ليتصل بمفهوميّ التعلم والتدرب، ليصبح الأمر مأساويًا بعمق عند جمع الأمرين معًا في دورة تعلم أو تدرب على الكتابة الإبداعية.

أشار إلى أن الكتاب موجه لمن يخشون البدايات في الكتابة وللمحترفين أيضا، وذلك من خلال استكشاف أساليب اقتناص الخيال والتدرب على ذلك باستخدام الأدوات اللازمة، ويُبيّن أن كل شيء يبدأ بالملاحظة، وهي أولى العتبات لتغذية الخيال. مضيفا أن هناك عدة طرق وخطوات لتنمية الكتابة الإبداعية مثل تسجيل الأفكار صوتياً قبل كتابتها، وما سماه السطو المعلن وهو النسج على منوال كاتب مفضل أو طريقة كتابة مفضلة إلى حين رسم طريق خاص في الكتابة.

الجدير بالذكر أن وليد علاء الدين، شاعر وكاتب وإعلامي مصري، حصل على ماجستير الصحافة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، حبه للثقافة وانشغاله بالأدب بشتى فروعه وألوانه دفعه للعمل بالصحافة الثقافية العربية منذ عام 1996. شغل عدة مناصب بمؤسسات إعلامية وثقافية عربية، ولديه إنتاج أدبي غزير في الرواية والمسرح والقصة القصيرة والشعر، من أبرزها رواية "كيميا" و"الغميضة" و"ابن القبطية"، كما فاز عمله المسرحي "العصفور" بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2007، وحصلت مسرحية "72 ساعة عفو" على جائزة ساويرس عام 2015.