02 - 11 - 2025

في أول قمة بينهما.. شي يلتقي تاكايتشي ويحدد خمسة محاور رئيسية لتعزيز العلاقات الصينية–اليابانية

في أول قمة بينهما.. شي يلتقي تاكايتشي  ويحدد خمسة محاور رئيسية لتعزيز العلاقات الصينية–اليابانية

عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد ظهر، 31 أكتوبر، لقاءً مع رئيسة الوزراء اليابانية تاكايتشي ساناي، وذلك بناءً على طلبها، على هامش اجتماعات قادة الاقتصادات الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، التي استضافتها مدينة غيونغجو في جمهورية كوريا.

وأكد الرئيس شي خلال اللقاء أن الصين واليابان جارتان يفصل بينهما شريط مائي ضيق، وهما تمثلان قوتين محوريتين في شرق آسيا، مشيرًا إلى أن التطور المستمر والمستقر للعلاقات الصينية اليابانية لا يلبي فقط تطلعات شعبي البلدين، بل يحظى أيضًا بترحيب واسع من المجتمع الدولي. وأعرب عن استعداد الصين للعمل مع اليابان من أجل التمسك بالمبادئ والاتجاهات التي أرستها الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، وتعزيز الأساس السياسي للعلاقات الثنائية، والمضي قدمًا في الشراكة الاستراتيجية القائمة على المنفعة المتبادلة، لبناء علاقة بنّاءة ومستقرة تتناسب مع متطلبات العصر الجديد.

وشدد الرئيس الصيني على أن العلاقات بين بكين وطوكيو تواجه اليوم فرصًا وتحديات في آن واحد، معربًا عن أمله في أن يعمل مجلس الوزراء الياباني الجديد على ترسيخ رؤية صحيحة تجاه الصين، وأن يواصل النهج القائم على السلام والصداقة والتعاون الذي أرساه قادة البلدين في الأجيال السابقة.

وبيّن الرئيس شي خمسة محاور رئيسية لتطوير العلاقات.

ضرورة الالتزام الحقيقي بالتفاهمات المشتركة وتنفيذ التوافق السياسي القائم على “تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتبادلة بشكل شامل”، وأن تكون الدولتان “شريكتين لا خصمين”، مع استخلاص الدروس من التاريخ والتطلع إلى المستقبل. كما أكد أهمية الالتزام بما نصت عليه الوثائق السياسية الأربع بشأن القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها قضيتا التاريخ وتايوان، مشددًا على ضرورة الحفاظ على أسس العلاقات الثنائية دون اهتزاز. وأشار إلى أن بيان موراياما يشكل مراجعة جادة لتاريخ العدوان الياباني واعتذارًا صريحًا للدول المتضررة، داعيًا إلى احترام روحه والتمسك بمضمونه.

دعا إلى تعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، موضحًا أن الدورة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني وضعت خريطة طريق للتنمية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون بين البلدين في مجالات التصنيع المتقدم، الاقتصاد الرقمي، التنمية الخضراء، السياسات المالية، الخدمات الطبية ورعاية المسنين، والأسواق الخارجية المشتركة، إلى جانب الحفاظ على نظام التجارة المتعدد الأطراف وسلاسل الإمداد العالمية المستقرة.

أكد الرئيس الصيني على أهمية تعزيز التبادل الإنساني والشعبي بين الجانبين، من خلال استمرار التواصل بين الحكومات والأحزاب والبرلمانات، وتوسيع نطاق التفاعل الثقافي والمحلي لتحسين صورة كل طرف لدى الآخر.

 دعا إلى تعميق التنسيق في القضايا المتعددة الأطراف، والتمسك بمبادئ حسن الجوار والمساواة والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساهمة في بناء مجتمع آسيوي – محيطي يقوم على التعاون والشمولية.

شدد على ضرورة إدارة الخلافات بشكل بنّاء عبر التركيز على القواسم المشتركة، وتغليب الحوار وبناء التفاهم المتبادل، لضمان ألا تُعرّف العلاقة الثنائية من خلال الخلافات أو النزاعات فقط.

من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء اليابانية تاكايتشي ساناي أن الصين تُعد جارًا مهمًا لليابان، وأن البلدين يتحملان مسؤولية مشتركة تجاه السلام والازدهار الإقليمي والعالمي. وأعربت عن تطلع حكومتها إلى استمرار تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز التواصل والتفاهم المتبادل في مختلف المجالات، بما يسهم في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية القائمة على المنفعة المتبادلة وبناء علاقة مستقرة وبناءة بين البلدين.

وفيما يتعلق بقضية تايوان، أكدت ساناي أن اليابان ستلتزم بالموقف الذي حدده البيان المشترك بين الصين واليابان عام 1972، الذي يعترف بمبدأ الصين الواحدة.

وحضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين الصينيين، من بينهم تساي تشي ووانغ يي