31 - 10 - 2025

بريطانيا تطلق مبادرة كبرى لإزالة 7,500 طن من الذخائر في غزة

بريطانيا تطلق مبادرة كبرى لإزالة 7,500 طن من الذخائر في غزة

في سياق الدفع من جانب المملكة المتحدة لتوفير طرق تخلو من العقبات لإيصال المساعدات في غزة، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقديم دعم جديد يهدف إلى إزالة الأخطار التي تعيق مرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى الأراضي الفلسطينية.

 ويأتي هذا التمويل في إطار الجهود الدولية الرامية إلى ضمان وصول الإغاثة إلى أهالي القطاع دون تأخير أو مخاطر.

ويشمل الدعم الجديد تمويلاً بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني مقدمًا إلى دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS)، بهدف المساعدة في التخلص من 7,500 طن من الذخائر التي لم تنفجر، والتي تُعد أحد أبرز العوائق التي تحول دون دخول المساعدات الإنسانية إلى فلسطين بصورة آمنة.

وسيساهم هذا التمويل في زيادة عدد الخبراء والمختصين في إزالة الألغام والقنابل العنقودية، إلى جانب توفير المعدات اللازمة لتطهير الأراضي من المتفجرات، مما يعزز من حماية المدنيين الفلسطينيين وموظفي الإغاثة الذين يعملون على إيصال المساعدات في ظروف صعبة.

كما أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية أنها ستقوم بالاطلاع بنفسها على جهود الخبراء البريطانيين العاملين في مجال إزالة الألغام خلال زيارتها إلى مقر منظمة “هالو” (HALO)، حيث ستتحدث مباشرة إلى فرق العمل البريطانية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت الخارجية البريطانية إلى أنه سيُرسل عدد إضافي من خبراء المتفجرات والمعدات الخاصة بالتوعية بمخاطرها إلى غزة، في إطار جهود المملكة المتحدة لزيادة الدعم المقدم لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS)، مما يعكس التزام لندن المتواصل بدعم العمليات الإنسانية في القطاع.

ويأتي هذا التمويل ضمن الجهود الدبلوماسية المتواصلة لوزيرة الخارجية البريطانية التي تسعى إلى فتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ورفع القيود المفروضة على إيصال الإغاثة، وتهيئة الظروف اللازمة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لأداء عملها على الأرض، بما في ذلك توفير الخبراء والمعدات اللازمة لإزالة الألغام لضمان قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهامها بأمان.

وذكرت الحكومة البريطانية أن هذا التمويل سوف يساعد في إزالة 7,500 طن من الذخائر غير المنفجرة التي تعيق حالياً مرور المساعدات الإنسانية إلى فلسطين، بالإضافة إلى المساهمة في توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين لبدء استئناف حياتهم الطبيعية. 

كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تشكل عنصراً مهماً في عملية السلام الأمريكية، وتُسهم في الانتقال من مرحلة وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية من خطة السلام الشاملة.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في بيانها إن الوضع في غزة يائس في غياب الدعم الإنساني الحيوي الذي يحتاج إليه أهالي غزة. 

وأضافت أنه يجب بذل كل المجهودات لضمان تدفق المساعدات إلى غزة بكميات كبيرة. واليوم أعلن تقديم 4 ملايين جنيه إسترليني لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، حيث إن هذا التمويل سوف يساعد في إزالة المتفجرات والأنقاض في سياق جهود المملكة المتحدة الرامية إلى ضمان توزيع المساعدات بشكل آمن، قائلة: لن نتمكن من إيصال المساعدات بالكميات الهائلة التي تشتد الحاجة إليها في غزة بدون إزالة الذخائر وإحراز تقدم على المسار تجاه إحلال سلام دائم.”

من جانبه، قال ريتشارد بوتلر، مسؤول التصميم والدعم العملياتي والإشراف في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام إن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تبذل كل الجهود الممكنة لتعزيز الاستجابة بشأن الذخائر التي لم تنفجر والتوعية بخطرها في غزة، وذلك لمعالجة الخطر الذي تشكله الذخائر التي لم تنفجر والتي تهدد حياة الفلسطينيين الذين يكافحون للعثور على الغذاء وللعودة إلى ديارهم. 

وأضاف أن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة وشركائها في العمل الإنساني الذين يبذلون جهوداً جمة لإيصال المساعدات الحيوية، وإزالة الأنقاض، والبدء في إعادة بناء المجتمعات والأحياء. والدعم السخي من المملكة المتحدة يمثل تعزيزا ضروريا لتلك الجهود.”

ومن المقرر أن تشهد وزيرة الخارجية البريطانية بنفسها عمل مزيلي الألغام البريطانيين في غزة خلال زيارتها إلى مقر منظمة “هالو” (HALO) في بلدة ويلتون، حيث ستلتقي بممثلين عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، ومنظمة “هالو”، والمجموعة الاستشارية المعنية بالألغام (ماغ - MAG)، كما ستتحدث مباشرة إلى خبراء بريطانيين متواجدين في المنطقة ومتأهبين لجعل غزة أكثر أماناً.

وتقدم منظمتا “هالو” و“ماغ”، وهما منظمتان بريطانيتان رائدتان في مجال إزالة الألغام، 69% من جميع خدمات تطهير المواقع المدنية من الألغام في أنحاء العالم، مستفيدتين من القيادة الحيوية لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في المنطقة.

 ومن شأن هذا التمويل الجديد أن يتيح تعاوناً أوسع في العمليات المتعلقة بالألغام داخل غزة، مما يعزز من سرعة إزالة الأخطار وتهيئة البيئة المناسبة لعمل المنظمات الإنسانية.

وأكدت الخارجية البريطانية أن وزيرة الخارجية ستواصل خلال زيارتها القادمة إلى المنطقة العمل على إدخال المساعدات الإنسانية ودعم الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني، إلى جانب متابعة جهود إعادة إعمار غزة، ضمن سياسة بريطانية شاملة تهدف إلى دعم الاستقرار وتحقيق التعافي الإنساني في القطاع.

وتُعد هذه المبادرة البريطانية الأحدث ضمن سلسلة الجهود الإنسانية والدبلوماسية التي تبذلها لندن لمساندة الفلسطينيين في مواجهة الظروف القاسية التي يعيشونها، وللمساهمة في بناء أرضية صلبة تمكّن من الانتقال نحو سلام دائم وعادل في المنطقة.