30 - 10 - 2025

لياو ليتشيانج: الصين تدعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة وتسعى لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط

لياو ليتشيانج: الصين تدعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة وتسعى لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط

أكد السفير الصيني لدى القاهرة، لياو ليتشيانج، أن الاتفاق المرحلي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس يُعد خطوة مرحّب بها، أسهمت في تخفيف حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشددًا في الوقت ذاته على أن الوضع ما يزال هشًا للغاية وأن التقدم المحرز حتى الآن لا يمثل سوى بداية الطريق نحو سلام دائم.

وأوضح السفير، خلال تصريحات صحفية أدلي بها على هامش المؤتمر الذي انعقد حول الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، اليوم الأربعاء، أن الصين ترى ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل بلورة توافق أوسع واتخاذ خطوات أكثر إيجابية لدفع عملية السلام، مشيرًا إلى أربعة محاور رئيسية في هذا الصدد.

دعا إلى تحقيق وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، والتزام جميع الأطراف بالاتفاق القائم بما يضمن الأمن والاستقرار في القطاع.

شدد على أهمية الإسراع في تخفيف الكارثة الإنسانية، لافتًا إلى أن المساعدات الإنسانية رغم استئنافها تواجه عقبات عديدة تحول دون وصولها إلى مستحقيها.

أشار إلى وجوب إيجاد ترتيبات مناسبة لما بعد الحرب في غزة، مؤكدًا أن القطاع هو موطن الشعب الفلسطيني، وأن أي ترتيبات مستقبلية يجب أن تقوم على مبدأ “حكم فلسطين للفلسطينيين”، وهو ما يشكّل توافقًا دوليًا راسخًا.

أكد أن إحياء آفاق "حل الدولتين" هو الطريق الواقعي الوحيد للتسوية، داعيًا المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لرفض الإجراءات الأحادية التي تُقوّض هذا الحل، ودعم فلسطين لإقامة دولتها المستقلة والانضمام إلى الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية.

وأعرب السفير لياو عن تقدير بلاده العميق لجهود مصر في دعم إعادة إعمار غزة واحتضانها المتواصل لمسار السلام، مشددًا على أن الصين على استعداد للعمل المشترك مع القاهرة وسائر دول العالم لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل والدائم، وتخفيف الكارثة الإنسانية، وتنفيذ حل الدولتين، وصولًا إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية وتحقيق الأمن الدائم في الشرق الأوسط.

وحول الدور القيادي للحزب الشيوعي الصيني في إعداد “الخطة الخمسية الخامسة عشرة”، أكد السفير أن إعدادها جاء تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب، وباعتماد نهج علمي وديمقراطي قائم على البحوث الميدانية والتحليل المنهجي واتخاذ القرار وفق القوانين والأنظمة، بما يضمن دقة التوجهات الوطنية وفعالية التنفيذ.

وأوضح أن الأمين العام للحزب والرئيس شي جين بينغ تولّى بنفسه رئاسة فريق صياغة الخطة، ووجّه مراحل إعدادها من البحث الميداني إلى الصياغة النهائية، لضمان انعكاس الإرادة الاستراتيجية للحزب ورؤيته في الإدارة والحكم.

وأشار إلى أن الخطة تسترشد بفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، مع وضع آليات واضحة لتعزيز القيادة الموحدة للجنة المركزية، واستكمال منظومة الرقابة الحزبية وتطوير البنى التنظيمية القاعدية، بما يعزز القيادة الشاملة للحزب في تنفيذ السياسات الوطنية.

وأضاف أن الحزب التزم خلال إعداد الخطة بمبدأ صنع القرار العلمي والديمقراطي والقانوني، حيث أُطلقت استبيانات عبر الإنترنت وعُقدت ندوات موسّعة لجمع آراء المواطنين وممثلي مختلف القطاعات، تنفيذًا لتوجيهات الأمين العام بضرورة “التوفيق بين التصميم الأعلى واستطلاع آراء الشعب”، وهو ما جعل الخطة تُجسّد في آنٍ واحد إرادة الحزب وتطلعات الشعب.

ولفت السفير إلى أن جميع الخطط الخمسية السابقة  من الأولى وحتى الرابعة عشرة نُفذت تحت القيادة الموحدة للحزب، الذي حشد موارد المجتمع بأكملها لضمان تحقيق الأهداف، موضحًا أن “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” ستُنفّذ بالطريقة ذاتها من خلال نظام للرصد والتقييم الديناميكي وآلية للمساءلة والتعديل المستمر لضمان إنجاز المهام في المواعيد المحددة.

واختتم السفير لياو ليتشيانج حديثه بالتأكيد على أن الدور القيادي للحزب الشيوعي الصيني في إعداد وتنفيذ الخطط الخمسية يمثل جوهر نجاح التجربة الصينية، وتجسيدًا لمزايا نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، الذي مكّن الصين من تحقيق الاستقرار والنمو المتواصلين على مدى عقود، والمضي بثقة نحو نهضتها الحديثة الشاملة.