29 - 10 - 2025

رسالة إلى معالى وزير الرصد والتقييم

رسالة إلى معالى وزير الرصد والتقييم

هذه رسالة إلى معالى وزير الرصد والتقييم (التربية والتعليم سابقا)، وهى رسالة فى فحواها معادة مكررة، لكن لعل فى الإعادة إفادة، وإن أول ما نبتديء به رسالتنا هو شكر معاليه شكرًا مستحقًا على بذله العناية لتقليل كثافات الفصول، وسد العجز فى أعداد المعلمين، وقد أفلح فى ذلك، ثم نشكر له ما بذله من العناية بانضباط المعلم والمتعلم والدراسة المدرسية، وتلك نعمة عظيمة لا يُنكرها إلا فوضوى الطبع، أو منتفع من الفوضى، وقد كان من جملة ما اتخذ معاليه من القرارات لإقامة هذا الانضباط هو القرار (١٣٦ أداءات وتقييمات)، والذى فحواه أن يحول اليوم الدراسى إلى تقييمات واختبارات واجبة الرصد، وقد ثبت من أول شهر عام ٢٠٢٤ أن هذا القرار من معوقات التعليم والتدريس، فالقرار (١٣٦ أداءات وتقييمات) قد أحال المعلم والمتعلم وولى الأمر والمتابع ومعاليه ذات نفسه إلى خدم لإنجاح القرار (١٣٦)! أفهم أن تتخذ القرارات لخدمة العمل أما أن يكون العمل والعاملون فى خدمة القرار، ويصير القرار عبئًا على العمل (جديدة الصراحة)! فلماذا الإصرار عليه؟!

معالى الوزير، لا عاقل يجادل فى حاجة المتعلم والمعلم إلى اختبارات، أما أن تستغرق الأعمال المكتبية والاختبارات بصنوفها المختلفة (أداء منزلى، نشاط، تقييم أسبوعى، مهمة أدائية) كل الأيام طوال الأسبوع مع تصحيحها ورصدها والتدريس العلاجى للضعاف؛ فأين وقت تدريس المقررات المدرسية، يا معاليك؟!

لقد حسبها لى يوما أحد المعلمين: للطالب ٣٠ خانة مطلوب حسابها وتسديدها فى سجلات الرصد والتقييم كل شهر، فإذا كانوا ٥٠ طالبا فى الفصل الواحد كان المعلم مسؤولًا عن حساب ورصد (وقبلها التصحيح) ١٥٠٠ خانة، وفى الفصل الدراسى الواحد ٤٥٠٠ خانة حسابية! فإذا كان المعلم مكلفا بثلاثة فصول فمطلوب منه تسديد ١٣,٥٠٠ خانة حسابية فى الفصل الدراسى الواحد! فهذا عمل إدارى يحتاج موظفا متفرغًا!

إن المعلمين يحبون أن يتعلموا من معاليكم يا معالى الوزير، فلتأخذ معاليك ١٠٠ دقيقة ويومية معلم، ثم لتقصد إحدى المدارس الحكومية ببعض الريف، ثم لتقسم هذه الـ ١٠٠ دقيقة على أعمال الشرح والتقييم والأداء وتصحيح ذلك ورصده والتدريس العلاجى للضعفاء، فتكون قد أفدت المعلمين بالطريقة المثلى لتنفيذ قراركم (١٣٦ أداءات وتقييمات).

أما رأيى، فإنه بعد عام ونصف من اختبار هذا القرار، فإنى أرى أن أوجب الواجبات هى مراجعة هذا القرار، وإعادة النظر فيه، فلا تلغى التقييمات بالجملة، ولا تبقى بكثافتها الراهنة التى تستغرق اليوم الدراسى كله، ولكن ابتغوا بين ذلك سبيلًا، وأما سبيل (سد الأذن والعقل) عن رأى جماهير كبيرة من المتعلمين والمعلمين وأولياء الأمور فليس من الحكمة فى شىء، وليس من رعاية المصلحة فى شيء، وختاما "فإما اعتدلت، وإما اعتزلت".
----------------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

رسالة إلى معالى وزير الرصد والتقييم