28 - 10 - 2025

شيركو حبيب: الشعب المصري الأقرب للكورد.. والرئيس السيسي يعرف سر احتفاظنا بهويتنا

شيركو حبيب: الشعب المصري الأقرب للكورد.. والرئيس السيسي يعرف سر احتفاظنا بهويتنا

وصف مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة شيركو حبيب، الشعب المصري بأنه الأقرب إلى الكورد، وأن عائلات من كوردستان حضرت إلى "أم الدنيا" قبل الدولة الأيوبية لتحتفظ بأصولها وتعتز بمصريتها أيضا على أرض آمنة، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لخص سر حفاظ الكورد على هويتهم خلال حديثه بمؤتمر الشباب بشرم الشيخ عام 2019، حينما أشاد بصون شعبنا للغته الكوردية.

وأضاف حبيب؛ خلال لقاء تليفزيوني، مع الإعلامي طه اليوسفي ببرنامج "شخصية مصر" بثته قناة مصر، حول العلاقات المصرية الكوردية والمشتركات بين الشعبين، أن مصر احتوت الكورد على أرضها منذ القدم، وفي التاريخ الحديث والمعاصر محطات ووقفات لا تنسى لها، فقبل نهاية القرن التاسع عشر صدرت أول صحيفة ناطقة باللغة الكوردية عن مطابع دار الهلال بالقاهرة وهي "كوردستان"، وفيما تواطأت الدول الكبرى بعد اتفاقية سايكس - بيكو على حق الكورد في إنشاء دولتهم، وجرى ضم أراضيه إلى داخل حدود جديدة لعدة دول بالمنطقة، احتفظت مصر وقيادتها بعلاقات طيبة مع الكورد والزعيم ملا مصطفى بارزاني الذي استقبله الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة خلال شهر أكتوبر من العام 1958، وأمر بتخصيص 4 ساعات لإذاعة البرامج الكوردية بشبكة صوت العرب لمدة 12 سنة، وقد كان موقف ملا مصطفى بارزاني واضحا من العدوان الثلاثي على مصر، حين صرح للصحفيين أنه لم يسيطر على دموعه في منفاه، وطلب من السوفييت السماح له ومن معه بالسفر إلى بورسعيد والمشاركة في الدفاع عن مصر، كما رفض عبد الناصر مشاركة أي قوات مصرية في الاعتداء على الشعب الكوردي بالعراق، وكان إيمانه بالفكر القومي أكبر داعم لفكرة إنشاء دولة كوردية.

ولفت حبيب؛ إلى انتشار قرى وعائلات تحمل لقب الكوردي في مصر، مداعبا المذيع "نحن أقرب في طباعنا إلي الصعايدة ونحمل تعصبا كبيرا لهويتنا ونحب الخير لكل من حولنا"، منوها إلى دور مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، في دعم التواصل الثقافي بين الشعبين، وحضور فرق فنية كوردية لأول مرة إلى القاهرة خلال الأعوام الماضية، لتقديم العروض والأغاني والموسيقى الكوردية للشعب المصري.

وأضاف حبيب؛ خلال لقائه الممتد لما يزيد عن نصف الساعة، أن كل دول العالم تعاملت مع قضية وحقوق الشعب الكوردي طبقا لمصالحها المتقلبة بتغيرات السياسة، عدا مصر التي نتمنى في أربيل إقامة علاقات أكبر معها على كافة المستويات، خاصة وأنها أول دولة عربية تفتتح قنصلية لها في كوردستان، ولنا مع شعبها وحكومتها من المشتركات الكثير، فقد سبق للرئيس الراحل حسني مبارك استقبال الزعيم الكوردي مسعود بارزاني في القاهرة عام 2006، كما التقى بارزاني بالرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة ميونيخ للأمن بألمانيا، وهناك اتفاق واضح بين حكومتي القاهرة وأربيل على مختلف قضايا الأمن والسلام والتنمية بالمنطقة.

و دعا حبيب، إلى المزيد من التبادل الثقافي والفني بين مصر وكوردستان باعتباره قوة ناعمة للتواصل، موضحا مظاهر التميز الفني للكورد وثقافتهم القريبة جدا من المصريين، لافتا إلى تميز إقليم كوردستان بالتنمية والازدهار والاستقرار والأمن، ما جعله قبلة عالمية للاستثمار بقوانين جاذبة له، ودبلوماسية للوفود الغربية في ظل إدارة وحكومة الإقليم الحالية.

ونوه المسؤول الكوردي؛ إلى حجم التسهيلات الضريبية والاستثمارية التي يمكن أن تحظى بها الشركات المصرية في إقليم كوردستان، مؤكدا أن حضورها هناك يعزز العلاقات الاقتصادية المشتركة، بخلاف السياحة الترفيهية و العلاجية، بجانب قوة الإقليم في تنوع مكوناته وانتشار التسامح والتعايش بين مواطنيه، ما أضاف إليه قوة وتماسكا حقيقيين على اختلاف الديانة والمذهب واللون السياسي أيضا، وقد استقبل الإقليم أكثر من مليوني نازح ولاجئ من مناطق عراقية وسورية مختلفة خلال الحرب ضد داعش وبعدها، واستقر منهم نحو 700 ألف بمدن كوردستان حتى الآن، ليصبح كوردستان واحة للتعايش والتآخي وأربيل عاصمة للأمان، بدعم وإصرار وتوجيهات الزعيم مسعود بارزاني، وهو مشهد يشبه حالة التلاحم الشعبي في مصر مع حكم الرئيس السيسي، والتي لاحظتها خلال سنوات إقامتي بها.

واختتم حبيب حديثه بالإشارة إلى الطلاب الكورد في الأزهر والجامعات المصرية، مؤكدا أنهم يتمتعون بامتيازات وفرص كبيرة للتعلم، مع وجود معهد أزهري كبير في أربيل سيكون له فرع للدراسة للفتيات خلال العام المقبل، متمنيا أن ينعم الشعب الكوردي بالاستقرار مع العرب وغيرهم داخل عراق فيدرالي اتحادي، لبناء دولة ديمقراطية قوية قائمة على الدستور الذي توافق عليه الشعب العراقي عام 2005 بنسبة 85 %.