27 - 10 - 2025

خفّفوا عن أولادنا.. المناهج أكبر من أعمارهم

خفّفوا عن أولادنا.. المناهج أكبر من أعمارهم

لم تعد شكوى أولياء الأمور من صعوبة المناهج الدراسية أمرًا عابرًا، بل أصبحت ظاهرة تتكرر مع بداية كل عام دراسي، خاصة في المراحل الابتدائية التي يفترض أن تكون مرحلة التأسيس والمتعة في التعلم، لا الحفظ والتلقين والإجهاد.

المناهج اليوم مليئة بمعلومات تفوق استيعاب الأطفال، وكأن الهدف هو حشو العقول لا بناؤها. الطفل في سن السابعة أو الثامنة لا يحتاج إلى كمٍّ كبير من المعلومات النظرية، بل يحتاج إلى أسلوب بسيط يزرع فيه حب التعلم ويجعله يقبل على المدرسة بابتسامة لا بخوف.

نريد تعليمًا يبني الإنسان لا يرهقه، ومناهج تراعي الفروق العمرية والنفسية بين الأطفال. فليس من المنطق أن نعامل تلميذ الصف الثالث الابتدائي وكأنه طالب في المرحلة الإعدادية، أو نحمله فوق طاقته بحجة التطوير. التطوير الحقيقي لا يعني زيادة الصفحات والدروس، بل تبسيط المحتوى، وتركيز الفهم على حساب الحفظ.

على وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في طريقة إعداد المناهج بما يتناسب مع عقلية الطفل، وأن تستمع إلى رأي المعلمين وأولياء الأمور في الميدان، فهم الأدرى بما يواجهه أبناؤنا داخل الفصول.

التعليم ليس سباقًا في الحفظ، بل رحلة لبناء عقل وفكر وشخصية. فلنخفف عن أولادنا، حتى لا يفقدوا شغفهم بالتعلم من أول الطريق.
----------------------------
بقلم: أحمد صلاح سلمان


مقالات اخرى للكاتب

خفّفوا عن أولادنا.. المناهج أكبر من أعمارهم