بدأت صباح اليوم، في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، أعمال المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، بمشاركة نحو ٥٠٠ شخصية تمثل أكثر من ١٠٠ دولة من مختلف أنحاء العالم، بحضور عدد من قيادات الكنائس الأعضاء في المجلس، إلى جانب الدكتورة چاكلين عازر، محافظ البحيرة.
شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي رحّب بالمشاركين في المؤتمر المقام على أرض مصر في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا على أهمية اللقاء في تعزيز الحوار والوحدة بين الكنائس المسيحية.
وقال قداسة البابا في كلمته:
أرحّب بكم جميعًا في مصر، وفي مركز لوجوس للمؤتمرات، في هذا المكان المقدّس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي، في برّية شيهيت المقدّسة بوادي النطرون، والتي كانت إشعاعًا وإلهامًا للحياة الرهبانية، وألهمت العالم منذ القرن الرابع الميلادي.
ودعا قداسته المشاركين إلى التعرف على مصر بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، قائلًا:
أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر، أرض الكرازة المرقسية، التي احتضنت الإيمان المسيحي منذ فجر التاريخ، وشهدت ميلاد الرهبنة وازدهار اللاهوت والروحانية. إن مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، ما زالت تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان الثابت والمحبة الجامعة.
كما وجّه البابا تواضروس دعوة للمشاركين لاكتشاف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قائلًا:
وجودكم بيننا فرصة لتتعرفوا على كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، هذه الكنيسة العريقة التي تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، إيمانًا قد رُوي بدماء الشهداء عبر الأجيال، وحُفظ بأمانة عبر العصور كوديعة مقدسة تسلمناها من الآباء الأولين.
وتناول قداسته في كلمته تاريخ مجمع نيقية وأثره في ترسيخ العقيدة المسيحية، مؤكدًا أن المجمع أسّس لوحدة الإيمان القويم وواجه البدع التي أنقصت من ألوهية المسيح، مشيرًا إلى أن الحوار الكنسي الذي بدأ من نيقية ما زال يشكل أساسًا للوحدة المسكونية حتى اليوم.
وأكد البابا أن الهدف من الوحدة بين الكنائس المسيحية هو أن تكون "وحدة حقيقية في الإيمان"، مضيفًا:
نحن نؤمن أن الوحدة الحقيقية هي وحدة في الإيمان، ويكون واقعها أن نكون في شركة كاملة في الأسرار الإلهية. الطريق إلى الوحدة ليس سهلاً، ولكن لن نصل إليها إلا من خلال الحوارات اللاهوتية القائمة على المحبة والصدق.
واختتم قداسته كلمته بالتأكيد على الدور التاريخي والروحي لمصر في حمل رسالة الرجاء والوحدة، قائلًا:
إن اجتماعنا هذا يُعد علامة مضيئة تؤكد أن مصر، ومعها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما زالت تشكل جسرًا حيًّا بين الكنائس، ومكانًا يحمل رسالة الرجاء والوحدة أمام أنظار العالم المسيحي أجمع.
يُذكر أن المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي يناقش هذا العام موضوع "مجمع نيقية والوحدة المنظورة بين الكنائس"، في إطار إحياء الذكرى الـ١٧٠٠ لانعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، ويُقام على مدار عدة أيام بمشاركة لاهو بين ورؤساء كنائس من مختلف القارات.








