22 - 10 - 2025

“مستشفى كابوريا وشركاه”جرعة كوميديا تهز الجدران وتعالج أمراض المجتمع

“مستشفى كابوريا وشركاه”جرعة كوميديا تهز الجدران وتعالج أمراض المجتمع

في ليلة ساخنة من ليالي أكتوبر، عاد فريق “مستشفى كابوريا وشركاه” ليضيء خشبة مسرح الهوسابير بحيوية لا تُقاوم، وسط حضور جماهيري غفير استقبل العرض الثامن بتفاعل جارف تحول إلى موجات من الضحك والهتاف منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية. المسرحية، التي حملت توقيع المبدع أحمد الباز في التأليف والإخراج، لم تكتفِ بإضحاك الجمهور، بل نجحت في تقديم رؤية ساخرة وجريئة تنبش في قضايا المجتمع المعاصر بذكاء وفن.

“مستشفى كابوريا وشركاه” ليست مجرد عرض مسرحي، بل وجبة فنية دسمة تجمع بين الكوميديا اللاذعة، الدراما العميقة، الأغاني المبهجة، والاستعراضات المبهرة. من هوس “التيك توك” الذي اجتاح العقول، إلى البلطجة التي تتحدى النظام، مرورًا بقضايا العنوسة، التشرد، تجارة الأعضاء، وحتى المراهنات الإلكترونية، تناولت المسرحية هذه القضايا بنبرة ساخرة حادة، لكنها لم تفقد القدرة على إثارة التفكير والتأمل. كل مشهد كان بمثابة مرآة تعكس واقعنا بطريقة تجمع بين الضحكة الصادقة واللكمة الفكرية.

على الخشبة، تألق كوكبة من النجوم بقيادة نادر صبري، أحمد الباز، سوزان نور، عادل عمار، عادل الخواجة، أحمد مادا، عمر مشاكس، تقي، جميلة، جودي، عبده فريد، يوسف عاطف، آمال حسين، شادي، رقية، وميمو، الذين قدموا أداءً متماسكًا أضفى على العرض روحًا خاصة. الموسيقى، التي حملت توقيع أحمد ماندو، كانت بمثابة النبض الذي رافق الإيقاع المتصاعد للعرض، فيما أضافت الإضاءة من تصميم بطوط عمقًا بصريًا مميزًا. وخلف الكواليس، تولت سوزان نور إدارة الفرقة بكفاءة، بينما نسق الإعلاميون ديما أحمد وأحمد الجُدي الجهود الإعلامية لضمان وصول صوت العرض إلى الجمهور.

ولم تتوقف رحلة “مستشفى كابوريا وشركاه” عند هذا الحد، فالفريق يستعد لعرض كبير مرتقب في الإسكندرية على مسرح عبد المنعم جابر، حيث ينتظر الجمهور السكندري بلهفة هذه الجرعة الجديدة من الضحك الممزوج بالجنون والفكر. إنها دعوة مفتوحة لكل من يرغب في تجربة فنية تجمع بين الترفيه والنقد الاجتماعي بأسلوب لا يُنسى