ترأس غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، أمس السبت، احتفال الذكرى الستين لتأسيس المجلس المحلي لجنود مريم "سيدة مصر"، وذلك بكاتدرائية القيامة بمحطة الرمل في الإسكندرية.
بدأ اليوم الروحي بتلاوة أسرار المسبحة الوردية، أعقبها القداس الإلهي الذي ترأسه غبطته بمشاركة القمص أنطونيوس غطاس، الوكيل العام للبطريركية، والأب فرنسيس وحيد راعي الكاتدرائية، والأب يوحنا جورج المرشد الروحي للمجلس، وعدد من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات.
وحضر الاحتفال مسؤولو وأعضاء مجلس سيدة مصر، والفرق المريمية التابعة له، إلى جانب ممثلين عن المجلس الإقليمي لجنود مريم "مريم ملكة العالم"، وعدد من القيادات السابقة للحركة المريمية بالإسكندرية.
وفي عظته، أعرب غبطة البطريرك عن سعادته بمشاركة أبناء الحركة في هذه المناسبة، قائلاً:
فرحتي كبيرة عندما أحتفل معكم بذكرى روحية تعبّر عن جذور إيمانٍ عميقة. نحن لا نحتفل بالماضي، بل ننطلق منه نحو المستقبل، لأن الشجرة تغيّر أوراقها لا جذورها.
وأشار غبطته إلى أن تأسيس حركة جنود مريم كان ثمرة إلهام من الروح القدس، داعيًا الحاضرين إلى التمسك بروح الصلاة باعتبارها المنبع الأول لكل خدمة. وأضاف:
جنود مريم هم الذراع الأيمن للكاهن في الكنيسة، ورسالتهم تنبع من التأمل في أسرار المسبحة التي تختصر تاريخ الخلاص. العمل الأول هو الصلاة، فهي التي تمنح القوة الحقيقية لكل خدمة، لأن الكنيسة تُبنى بالتكامل لا بالمنافسة.
كما شبّه غبطته العمل الرسولي بالجندي الصالح للمسيح في الطاعة والولاء، وبالرياضي في الاجتهاد، وبالمزارع الذي يزرع بإيمان وينتظر ثمار الله في وقته، مؤكدًا أن كل جيل في جنود مريم يستكمل ما بدأه الجيل السابق لتبقى الشهادة الحية للمسيح حاضرة في العالم.
تضمّن الاحتفال عرضًا لتاريخ جنود مريم في مصر، أُشير خلاله إلى دخول الحركة إلى الإسكندرية عام 1942، ثم إلى القاهرة عام 1943، قبل تأسيس مجلس "سيدة مصر" رسميًا في يناير 1965، مؤكدين أن الحركة كانت المدرسة الأولى للدعوات الرهبانية والكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية بمصر.
كما استعرض المجلس أنشطته خلال العام الحالي، ومن أبرزها أمسية "إشليل 2" للترانيم بكنيسة سيدة الأيقونة العجائبية بميامي، وفعالية "لننطلق 2" بالتعاون مع جماعة "إيمان ونور"، فضلًا عن التحضير لأمسية خاصة بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية، والمقررة في 31 أكتوبر الجاري.
واختُتمت الاحتفالية ببركة التذكارات على يد غبطة البطريرك، أعقبها صلاة ختامية وتأكيد الالتزام بمواصلة المسيرة الروحية تحت راية العذراء مريم.