19 - 10 - 2025

وكيل جهاز المخابرات العامة السابق: مخططات التهجير لا تزال قائمة ونواجهها

وكيل جهاز المخابرات العامة السابق: مخططات التهجير لا تزال قائمة ونواجهها

- نواجه قطارا أعمى لن يترك دولة عربية .. وعلينا كعرب أن نجيب على سؤال: أمننا القومي أين؟
- لو عاد الزمن بحركة حماس ما نفذت "طوفان الأقصى" لنتائجها الكارثية حتى على حماس نفسها

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري وكيل جهاز المخابرات العامة السابق إن عملية طوفان الاقصي خلطت أوراقا كثيرة في المنطقة  وفي اجتماعات مع قيادات حماس وبينهم إسماعيل هنية رحمة الله عليه و خليل  الحية تساءلت: لماذا هذه العملية؟ فمن وجهة نظري أن المقاومة وسيلة لتحقيق أهداف معينة وليست هدفا في حد ذاتها، لكن للأسف الشديد ومع كل الاحترام والتقدير للشهداء، حينما نقيم الأمور سنجد أن القضية الفلسطينية تراجعت إلى الوراء  كثيرا وأصبحت قضية انسانية أما الحل السياسي فقد ابتعد تماما.

 وتساءل الدويري في برنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الإعلامي سمير عمر على شاشة "القاهرة الإخبارية": أين حل الدولتين؟ الضفة الغربية تتقلص، والسيادة الاسرائيلية ستفرض على 30% منها خاصة منطقة غور الأردن وقطاع غزة دمر بالكامل (كما أن فكرة التهجير لازالت قائمة في الذهن الأمريكي والاسرائيلي والمخططات الأمريكية الإسرائيلية في  تهجير سكان غزة إلى سيناء لازالت قائمة، وعلينا أن نواجهها بكل ما نملك من وسائل) وبالتالي فكرة حل الدولتين  ابتعدت والقضية الفلسطينية تعود الى السطح نعم لكن في الشق الانساني. لا أحد يتحدث عن الدولة الفلسطينية، الكل يتحدث اليوم عن مساعدات انسانية.

وسأل سمير عمر مقدم البرنامج: برأيك، هل كانت 7 أكتوبر عملية مقاومة صحيحة ام تراها مغامرة أدخلت الجميع في هذا النفق المظلم؟ 

أجاب الدويري: عملية طوفان الأقصى كانت عملية نوعية غير مسبوقة ولكن غير محسوبة.. والرد الاسرائيلي كان نوعيا غير مسبوق ولكنه محسوب.. اليوم غزة دمرت. وما أعلمه أن مصر لم تكن تعلم بهذا الأمر على الإطلاق، حتى قيادة حماس في الخارج لم تكن تعلم بهذا الامر. وقيادة الداخل أصبحت هي صاحبة القرار الرئيسي وليس قيادة الخارج، منذ خطف شاليط وفوز حماس في الانتخابات أصبحت قيادة الداخل هي المسيطرة على القرار. لذلك في أي مفاوضات الآن يأخذ قادة الخارج الاقتراحات ثم يعرضونها على قيادات الداخل ليدرسوا ويقرروا، وحركة حماس في عهد يحيى السنوار كانت تختلف عما سبقها. 

وردا على سؤال هل التقيت يحيى السنوار ومحمد الضيف ؟ أجاب نعم أثناء صفقة شاليط كان يحيى السنوار وروحي مشتهى أول اسمين في القائمة، ثم مرة أو مرتين بعدها وكانت عقليته مختلفة عن عقلية من سبقه. ولو عاد الزمن بحركة حماس من المؤكد أنها كانت ستعيد النظر في عملية طوفان الأقصي ولن تقوم بها. لأن النتائج لم تكن تتوقعها بهذا الشكل، فلها نتائج  كارثية على حماس نفسها، على قدراتها العسكرية وقياداتها السياسية.

وعن حركة الجهاد الإسلامي قال اللواء الدويري: إنها حركة وطنية لها رؤيتها الخاصة القائمة على عدم الاعتراف بإسرائيل ولا التسويه السياسية ولكن ليس لها أجندة  سياسية. والحق يقال أنه لم يحسب على حركة الجهاد الاسلامي في يوم من الأيام أنها كانت عقبة او حجر عثرة في طريق المصالحة الفلسطينية. بل كانت متوافقة تماما مع الموقف المصري فيما يتعلق بموضوع المصالحة وإنهاء الانقسام. 

وعن طرح موضوع المصالحة الفلسطينية بعد عامين من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة قال وكيل جهاز المخابرات العامة السابق: أعتقد أن الأولويات اختلفت تماما، نحن نحارب الآن من أجل وقف الحرب من أجل إنهاء قضية تبادل الأسرى، من أجل انسحاب اسرائيل والأولوية لترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة. المهم متى تنتهي الحرب؟ ما شكل الوضع في اليوم  التالي؟ ما موقف حركة حماس؟ ما موقف التهجير لسيناء؟ وأنا متأكد أن القيادة  السياسية تعي تماما هذا الأمر ويجب ألا نسقط موضوع التهجير من أجندتنا ونحن مستعدون له جيدا، نحن معنيون بإنقاذ غزة.

وردا على سؤال: كيف ننقذها في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة تخوض حربا وحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني؟ قال اللواء محمد إبراهيم الدويري: طبعا نحن نتعامل مع أسوأ وأعنف وأشرس حكومة في تاريخ إسرائيل، سبق أن تعاملنا مع حكومة شارون ومع حكومة بيجين ولكن لم نتعامل مسبقا مع مجموعة متطرفة برئاسة إرهابي كبير وعضوية إرهابيين آخرين بهذا الشكل لكن نؤدي ما علينا، نتواصل مع جميع الأطراف اقليمية ودولية، عرضنا خطة إعمار مصرية عربية متكاملة لإعمار بوجود السكان، نعارض فيها الموقف الأمريكي من أعمار غزة بدون سكان. علينا أن نضغط ونتحرك ونسوق مواقفنا قدر الامكان لمواجهة هذا القطار الأعمى الذي يسير في المنطقة، وعلينا أن نعلم كعرب، أمننا القومي أين? ونعلم أن القطار الاعمى الذي  يسير لن يترك دولة، علينا أن نتصدى لهذا التيار الجارف اللي قد يأتي على حساب كل الدول العربية.
----------------------------
كتبت – 
هيباتيا موسى
من المشهد الأسبوعية