17 - 10 - 2025

صدور ديوان الشاعر الفلسطيني زهير زقطان "الإمساك بالثور الهارب"

صدور ديوان الشاعر الفلسطيني زهير زقطان

بعد مرور عام على رحيله، صدر في القاهرة ديوان الشاعر الفلسطيني زهير زقطان "الإمساك بالثور الهارب" بغلاف للفنان أحمد اللباد، ضمن سلسلة "الإبداع العربي" (الهيئة المصرية العامة للكتاب). وقبل هذا الديوان صدر لزهير زقطان الذي رحل في سبتمبر 2024 عن عمر يناهز الثالثة والسبعين عاما، نشر ثلاث مجموعات شعرية: الأولى بعنوان "فصول قلقة" عن دار أزمنة في العاصمة الأردنية عمّان (1996)،. والثانية: "جسور خفيّة" عن دار الشروق في عمّان أيضاً (2006)، والثالثة: "سكن متبادل" عن دار ميريت، في القاهرة (2012). 

وفي مجال النقد الأدبي أنجز دراسة متميزة بعنوان "العلاقة الجريحة: دراسة نفسية لنماذج من القصة القصيرة في الأردن" صدرت في كتاب عن دار أزمنة (1995)، ومثّلت هذه الدراسة للمهتمين ميلاد ناقد متمرس في التحليل النفسي، أحد أبرز مجالات النقد الأدبي المعاصر، وقد طبق فيها جانباً حيوياً من نظريات كارل يونغ بصفة خاصة، وأفاد من تخصصه الجامعي في علم النفس، ومن رسالته للماجستير، ولكنه اكتفى بهذا الجهد الذي لم يكن بسيطاً أو هيناً، وزهد في إتمام مسيرته النقدية، التي كانت الساحة الثقافية والنقدية محتاجة إليها نظراً إلى المساحة النوعية التي عالجتها.

وفي ديوان "الإمساك بالثور الهارب" يحاول زهير زقطان – كما تقول الناقدة نشوة أحمد - استبطان ذات مسكونة بالفقد والاحتراق الصامت، تعيش ألمها كطقس يومي في حين يقف الأمل في زاوية بعيدة خجولًا مترددًا. تبدو كل قصيدة كقطعة من مرآة مكسورة، تعكس ذات مزقتها الحرب، تصارع خواءً، انكسارًا، خوفًا من التلاشي والاختفاء، تستجدي الماضي لاستعادة الحرية، الطفولة المسروقة، والقصص الضائعة. وتفتش عن براءة مفقودة بين ركام الحزن وأنقاض الحروب. يستمر الشاعر في الربط بين الفردي والوطني فيحيك جراح غائرة بخيوط من الزهد والصمود والحكمة لكنه لا يمنع قصائده من أن تطلق أنينًا فخمًا عساه يوقظ بعض الحب والانتباه لحرب تستمر في الحذف، وقيود لا تنفك تذكي رغبة في الخلاص.

ويستهل زهير زقطان الديوان بقصيدة عنوانها "حياة مرتعشة": "لست أهوى الجدال / الذي في صخب الناس / عن رحلة الروح / أو في جنون التمادي بذكر النبوءات / عن نوبة الارتجاف التي / سوف يخبو بها موعد الأرض / أو حينما تُمس الصفات التي / سوف يرجع فيها النبي / إلى دَورهِ في الزمان الأخير / ففي حانةِ الصوت / يبدو الجميع / على غير أرواحهم / في اغترابٍ مَرير".