أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإعلان الرباعي الذي وُقّع مع كلٍّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يشكل محطة تاريخية جديدة على طريق إحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق بداية مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار.
وقال أردوغان في كلمة له عقب توقيع الإعلان: “الحمد لله، اليوم ترتسم البسمة على وجوه أطفال غزة، وعمال الإغاثة يسجدون شكرًا لله، والأمهات يرسلن أبناءهن إلى الشوارع لأول مرة منذ عامين دون خوف من القصف الذي كان ينهمر من السماء.”
وأشار الرئيس التركي إلى أن المأساة التي عاشها قطاع غزة خلال العامين الماضيين خلّفت أكثر من 68 ألف شهيد، وأكثر من 170 ألف جريح، إلى جانب مدن مدمّرة وحيواتٍ ممزّقة وأطفالٍ فقدوا ذويهم، مؤكدًا أن إزالة آثار الدمار الذي خلّفته تلك الجريمة ضد الإنسانية ستحتاج إلى سنوات طويلة من العمل المتواصل.
وأضاف أردوغان أن وقف إطلاق النار يمثل خطوة في غاية الأهمية بعد عامين من الألم والمجازر والظلم، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي التكاتف من أجل مداواة جراح فلسطين وإعادة إعمار غزة، قائلاً: “علينا اليوم أن نكون شريان حياة لإخوتنا في غزة، وأن ننهض بها من جديد.”
وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده ستواصل عملها في متابعة كل مراحل تنفيذ الاتفاق، وستتعامل مع المرحلة المقبلة “بروح المسؤولية والصبر والبصيرة والثبات والحكمة”، موضحًا أن هدف تركيا هو ضمان مستقبل أفضل للفلسطينيين وتحقيق سلام عادل ودائم.
وأكد أردوغان أن الطريق إلى هذا السلام لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفًا: “أؤمن من أعماق قلبي أننا سنشهد تلك الأيام الجميلة قريبًا بإذن الله.”
وختم الرئيس التركي كلمته بالتأكيد على أن الإعلان الرباعي يشكل بارقة أمل جديدة في منطقة أنهكتها الحروب، وأن تركيا ستظل دائمًا شريكًا فاعلًا في جهود إعادة الإعمار وترسيخ العدالة والسلام الإنساني في فلسطين والمنطقة بأسرها.
