استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في مدينة شرم الشيخ، كلاً من رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، وذلك على هامش فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسيد اللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاءين يأتيان في إطار الزخم الدولي الذي تشهده قمة شرم الشيخ للسلام، والتي تعقد بمشاركة عدد من قادة العالم، احتفالًا بالتوقيع على اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.
وخلال لقائه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أشاد السيد الرئيس بالتطور الذي تشهده العلاقات المتميزة بين مصر وإيطاليا، مؤكداً أهمية مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، مع زيادة التعاون في قطاعات الطاقة، والزراعة، والتشييد والبناء، والسياحة، وتوسيع الروابط بين مجتمعي الأعمال في البلدين.
وأعربت ميلوني عن تقديرها الكبير لدور مصر المحوري في تيسير التوصل لاتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، مؤكدة دعم بلادها الكامل للجهود المصرية الساعية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. كما ناقش الجانبان سبل دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي، مع الإعراب عن التطلع لإنجاح الاجتماع المصري الأوروبي المرتقب في بروكسل يوم 22 أكتوبر الجاري.
وفي لقائه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عبّر الأخير عن خالص شكره للرئيس السيسي على الجهود الكبيرة التي بذلها للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن “لولا الدور الحاسم الذي قامت به مصر بقيادة الرئيس السيسي، لما أمكن التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي”، معرباً عن أمله في أن يكون السلام في غزة دائمًا ومستقرًا، ومعلناً استعداد بلاده للمشاركة في جهود إعادة إعمار القطاع.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لألمانيا وشعبها، مؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، مع تشجيع كبرى الشركات الألمانية على توسيع استثماراتها في السوق المصري، لا سيما في ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط مصر بالدول العربية والإفريقية.
وأكد الرئيس السيسي أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على الاتزان والنهج الإيجابي والسعي إلى التهدئة وتجنب النزاعات، مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق السياسي مع ألمانيا بشأن القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا والسودان وليبيا، إلى جانب ملف غزة.
كما شدد الرئيس على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ومنع عودة التصعيد، مؤكداً أن مصر ستواصل بذل أقصى جهدها لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار يجب أن تكون بوابة لبناء أفق سياسي يقود نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأعرب الرئيس عن تطلعه لإنجاح القمة المصرية الأوروبية المقررة في بروكسل يوم 22 أكتوبر 2025، مؤكداً تقديره للدعم الذي تحظى به مصر من ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي، كما وجه دعوة رسمية للمستشار الألماني لزيارة مصر، وهي الدعوة التي رحب بها الأخير، معرباً عن رغبته في فتح صفحة جديدة من التعاون الوثيق بين البلدين.
وفي ختام اللقاء، أكد المستشار الألماني تقديره العميق لدعوة الرئيس السيسي للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، مشيراً إلى أن ما قامت به مصر من جهود دبلوماسية مكثفة “أنقذ المنطقة من اتساع دائرة الحرب”، معلناً أنه سيشجع الشركات الألمانية على زيادة حضورها واستثماراتها في السوق المصري، بما يعكس الثقة في استقرار الاقتصاد المصري ودوره المحوري في المنطقة.
وشكلت اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي على هامش قمة شرم الشيخ للسلام رسالة واضحة عن المكانة الدولية لمصر ودورها القيادي في إرساء السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد وقف الحرب في غزة.