12 - 10 - 2025

هل تفعلها شرم الشيخ هذه المرة؟

هل تفعلها شرم الشيخ هذه المرة؟

قمة شرم الشيخ ، تذكرني - مع الفارق - بقمة صناع السلام التي عقدت أيضا عام 1996 ، في شرم الشيخ وحضرها الرئيس الأمريكي كلينتون ، والرئيس الروسي يلتسين والملك حسين .والملك الحسن وشيمون بيريز وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي .

وكانت العناوين صاخبة تحمل أهدافا هامة للسلام ومكافحة الإرهاب ، وفازت مصر بإهتمام العالم ... وفي الشهر التالي تقريبا ، كانت أسرائيل تشن هجومها الوحشي "عناقيد الغضب" ضد لبنان .

وربما لا تتطابق الأحداث ، ولكنها تتشابه ، فالمسرح هو نفس المسرح " شرم الشيخ " ، واللاعبون الرئيسيون تقريبا أنفسهم بفوارق بسيطة ، ولكن إسرائيل كانت تحت القيادة "المعتدلة" لشيمون بيريز ( واظن أن الإعتدال كان صفة لا يرضاها بيريز لنفسه ، لأنه كان أحد صقور الكيان منذ تأسيسه ) .

الإختلاف الأهم - إلا إذا حدثت مفاجآت - هو عدم حضور ممثل لإسرائيل في القمة الجديدة .

لا تبدو مهام هذه القمة واضحة ، إلا إذا كانت بمثابة احتفال متأخر بخطة ترامب التي سبق أن أعلنها ، وإلي جواره نتنياهو من واشنطن ، وتم البدء في تنفيذ مرحلتها الأولي بالفعل .

فهل تقتصر علي الشكل الإحتفالي وفرصة التقاط الصور التذكارية في مدينة السلام ، أم أنه يمكن أن ينتهز هذا العدد الكبير من القادة الفرصة ، كي يكسو عظام خطة ترامب ببعض اللحم؟.

لو أمكن ذلك ، فقد تصبح هذه القمة علامة تاريخية هامة في تاريخ المنطقة والعالم ، وربما استحق عدد كبير من المشاركين فيها جائزة نوبل ، وخاصة ترامب الولوع بهذه الجائزة .

وسوف يكون إنجازا يحسب لهذه القمة ، إذا توصلت لتفاهمات ملزمة ، تتيح أستمرار وقف الحرب في غزة بعد انتهاء مرحلة تبادل الأسري ، وأذا أمكن الإتفاق علي صياغة مشروع حل سياسي للصراع يتم إصداره كقرار من مجلس الأمن ، بما يحقق السلام الشامل والعادل بالفعل .

------------------------------------------

بقلم: معصوم مرزوق

• مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق

مقالات اخرى للكاتب

الغموض البناء ليس حلا