11 - 10 - 2025

من وهج غزة إلى مستقبل مصر .. آن أوان التغيير

من وهج غزة إلى مستقبل مصر .. آن أوان التغيير

يا مصر، كم من مرة انتظرنا لحظة تشبه هذه اللحظة، وكم من مرة حلمنا بفرصة نستعيد فيها ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على التغيير. الفرحة التي عمّت القلوب بعد دوركِ في إيقاف نزيف الدم في غزة لم تكن مجرد صدى لانتصار دبلوماسي، بل كانت نفحة أمل، نافذة ضوء تقول لنا إنك قادرة، وإننا قادرون معك. فهل نضيّع هذه اللحظة أم نجعلها بداية لعهد جديد؟

من قلب الألم الفلسطيني خرج شعاع فرح وصل إلينا، وكأن التاريخ أراد أن يذكّرنا أن الشعوب تصنع المعجزات حين تتوحد إرادتها. اليوم نرى في عيون المصريين شغفًا مختلفًا، ليس فقط فخرًا بما تحقق في الخارج، بل شوقًا لأن يثمر ذلك في الداخل.

الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى إصلاح يلمس تفاصيل حياتنا.. رغيف الخبز الذي يزداد ثمنه، فرص العمل التي يترقبها الشباب، العدالة التي يترجاها كل مظلوم، والكلمة الحرة التي تليق بشعب علّم العالم معنى الصمود.

يا صانعي القرار، هذه ليست مجرد فرصة سياسية، بل عهد قطعتموه مع شعبكم دون أن تنطقوا به. المصريون اليوم يريدون أن يروا نتائج حقيقية على أرضهم.. اقتصادًا يعيد لهم كرامتهم، وسياسة تنفتح أمام أصواتهم، وإعلامًا يعكس تعددهم، وقضاءً لا يعرف التمييز.

ثقوا أن الشعب حين يرى خطواتكم الصادقة سيقف خلفكم، أقوى مما كان في أي وقت مضى. فالثقة ليست كلمات تُقال، بل أفعال تُرى وتُحسّ.

التاريخ لا يمنح هداياه مرتين. وهذه اللحظة، بكل ما تحمله من فرح وأمل، هي هدية نادرة. لا تجعلوها تذوب كما ذابت من قبل فرص كثيرة.

افتحوا الأبواب على إصلاح شامل يليق بمصر، وامنحوا شعبها ما يستحقه من كرامة وحرية وعدالة. فالشعب الذي صبر طويلًا لا يطلب المستحيل، بل يطلب حياة تليق بتضحياته وصموده.

اليوم، يا مصر، أنتِ على عتبة فجر جديد. فإمّا أن نخطو جميعًا نحو غدٍ أكثر إشراقًا، أو نفقد ما تبقى من أمل. والخِيار بين أيديكم.

----------------------------------

بقلم : إبراهيم خالد

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | 300 جنيه .. لا تشترى حمارا