أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من اتفاق السلام.. وكتب ترامب على منصته تروث سوشال: "يسعدني أن أعلن بكل فخر أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام التي وضعناها.. مما يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه، كخطوة أولى نحو سلام قوي، مستدام، ودائم.. وسيتم التعامل مع جميع الأطراف بعدالة.. وتوجه ترامب بالشكر إلى الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين تعاونوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق".. وألمح ترامب إلى أنه سيتوجه للشرق الأوسط السبت أو الأحد، ووفقا للإعلام الأمريكي فإن ترامب سيجري يوم غد الجمعة الكشف الصحي الدوري، الذي يجرى دائماً للرؤساء الأمريكان للاطمئنان على أوضاعهم الصحية.

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، عن توصل الوسطاء ليلة الأربعاء/ الخميس (8/9 أكتوبر 2025) لاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بما يؤدي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقاً.

ومن جانبها أصدرت حركة حماس "الممثل الشرعي للمقاومة الفلسطينية" بياناً أعلنت فيه التوصل لاتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزّة، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى. ودعت حماس الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه. وثمنت الحركة في بيانها جهود الإخوة الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، كما نثمّن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعية إلى وقف الحرب نهائياً وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزّة.

ووجهت حماس التحية للشعب الفلسطيني العظيم في قطاع غزّة، والقدس والضفة، وداخل الوطن وخارجه، الذي سجّل مواقف عزٍّ وبطولة وشرف لا نظير لها، وواجه مشاريع الاحتلال الفاشي التي استهدفته وحقوقه الوطنية؛ تلك التضحيات والمواقف العظيمة التي أفشلت مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الإخضاع والتهجير.. مؤكدةً أن تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب هباءً، وأننا سنبقى على العهد، ولن نتخلّى عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

ومن جانبه أصدر رئيس مكتب الشهداء والأسرى في حركة حماس زاهر جبارين، بياناً صحفياً أوضح فيه إنه في إطار الاتفاق الجاري على وقف إطلاق النار والعدوان على شعبنا في غزة، تؤكد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قد سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن المعايير المتفق عليها في إطار الاتفاق.. وأضاف "نحن في انتظار الاتفاق النهائي على الأسماء، تمهيدًا لإعلانها لشعبنا عبر مكتب إعلام الأسرى، فور اكتمال الإجراءات والتفاهمات ذات الصلة".

على الجانب الإسرائيلي أعلن مكتب نتنياهو عن عقد اجتماع للحكومة اليوم الخميس 9 أكتوبر2025، للموافقة على اتفاقية غزة، وكان نتنياهو، قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأمريكي، لتقديم الشكر على جهوده للتوصل إلى اتفاق في غزة، ودعاه لإلقاء خطاب في الكنيست.. وفي ذلك السياق قال ترامب "إنه قال لنتنياهو إن إسرائيل لا يمكنها أن تقاتل العالم وهو يفهم ذلك جيدا".

الاتفاق الذي وقعت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا كضامنين للاتفاقية، من المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس (9 أكتوبر 2025) ، وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال 24 ساعة للخط الأصفر، وفق خريطة خطة ترامب، وذلك ما سيتم تنفيذه عقب موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، ووقف إطلاق النار حتى يتمكن مقاتلو حماس من الوصول للمحتجزين الأحياء والأموات، وبعد 72 ساعة من الانسحاب تقوم حركة حماس بتسليم المحتجزين، لذلك من المتوقع أن يبدأ تسليم المحتجزين يوم الإثنين المقبل 13 أكتوبر 2025) وهو ما توقعه ترامب خلال تصريحاته الصحفية للإعلام الأمريكي.. كما نص الاتفاق على إدخال المساعدات بواقع 400 شاحنة يومياً خلال الأيام الخمسة الأولى لتنفيذ الاتفاق، وفتح المعابر الخمسة للقطاع بما فيها معبر رفح من الجانبين المصري والفلسطيني، لإدخال المساعدات وخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج.

وبخصوص إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، أوضح مصدر بحماس أن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق تشمل إطلاق سراح المحتجزين الأحياء ، ويذكر أن الاتفاق ينص على إطلاق 2000 أسير فلسطيني بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال لقناة فوكس نيوز يوم الأربعاء "إن الرهائن المحتجزين في غزة سيتم إطلاق سراحهم على الأرجح يوم الاثنين".

وفي سياق الاتفاق، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مصادر دبلوماسية ـ لم تسمها ـ أن الطرفان قدما تنازلات خلال المفاوضات فقد وافقت إسرائيل على تغييرات معينة في خط الانسحاب الأصفر، فيما حصلت حماس على ضمانات مكتوبة من الوسطاء بأن وقف إطلاق النار سيستمر طالما التزم الطرفان بشروط خطة ترامب بحظر أي أعمال عدائية من أي نوع.. وأن المفاوضات بشأن ترتيبات إنهاء الحرب والمرحلة الثانية تبدأ مع انتهاء الأعياد اليهودية.

وفي الوقت الذي أعلن فيه عن قبول حماس وإسرائيل للوساطة والتوصل لاتفاق، واصل الجيش عدوانه على قطاع غزة وتفجير مدرعات مفخخة وسط المربعات السكنية، ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الحكومي بقطاع غزة فإن الاحتلال على مدي الأيام الأربعة الماضية، منذ بدء المفاوضات شن 230 غارة على مناطق مكتظة بالسكان والنازحين ما أسفر عن استشهاد 118 فلسطينيا.

وفيما قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق "إن وقف إطلاق النار في غزة هو ثمرة التضحيات العظيمة والصبر الأسطوري لشعبنا وقوة وصمود المقاومة، وما فشل الاحتلال في تحقيقه على مدار عامين كاملين لم يفلح في إحرازه عبر التفاوض".. قالت مراسلة "القناة 11" العبرية "اليوم تنتهي الحرب باتفاق، كان الجميع عندنا ينتظر صورة استسلام وخنوع حماس، الصورة التي رأيناها اليوم لا أظنها تشبه ذلك.
---------------------------
تقرير - محمد الضبع