تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة وفي إطار خطة الوزارة لنشر الوعي من خلال ترجمة المعارف المختلفة، صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة رشا صالح كتاب "رؤى مصرية سابقة على فكر نيتشه" تأليف فوزية أسعد وترجمة محمد حسونة.
تقدم الدكتورة فوزية أسعد قراءة جديدة تتحدى بها المنظور الغربي التقليدي الذي يحصر تاريخ الفلسفة في اليونان. فبدلاً من الاقتصار على الصلة الواضحة بين نيتشه والثقافة اليونانية، تؤكد على أن نيتشه كان محقًّا في رفض هذا المنظور الضيق؛ إذ كان يرى ضرورة انفتاح الفكر الغربي على تيارات مختلفة. ولهذا، تستند المؤلفة في كتابها إلى محورين: إثبات أن نيتشه تجاوز اليونان في مراجعته للماضي وصولًا إلى مصر الأوزيرية، وتسليط الضوء على كيفية امتداد الميثيولوجيا المصرية القديمة وتأثيرها على الفكر الغربي، وصولًا إلى فلسفتها الشخصية. ومن خلال ذلك، فإن الكتاب لا يكتفي بالكشف عن علاقة نيتشه بمصر، بل يكشف لنا دور الحضارة المصرية في تشكيل الفكر الغربي.
كما صدر أيضًا كتاب "تانكرِد.. أو الحملة الصليبية الجديدة" تأليف بنجامين دزرائيلي وترجمة نشوى ماهر كرم الله.
مثل أمير في قصة خيالية، اخترق الأسوار المخفية ليصل إلى الحديقة المسحورة، اجتاز تانكرد الأزقة التي شكلتها أشجار الليمون والرمان، وأحيانًا بنبات الآس العطري وشجيرات الورد. التقطت أذناه صوت خرير مياه لطيف، يزداد وضوحًا وقوة مع كل خطوة. وكان الممشى الذي وجد نفسه فيه الآن ينتهي بمكان مفتوح مغطى بالورود، ووراءه منحدر صاعد برفق، تكسوه بكثافة زهور زرقاء صغيرة زاهية، فبدا كأنه شاطئ فيروزي ويعلوه كشك من الرخام الأبيض، مذهّب ومطلي، وإلى جواره تبرز وسط مجموعة من الشجيرات الكثيفة النخلة التي سحرت ذروتها تانكرد من بعيد أمام البوابة.