08 - 10 - 2025

مصر الإنسان ومصر المال

مصر الإنسان ومصر المال

الإنسان هو معجزة الله فى هذا الكون . الإنسان هو راصد التاريخ مهذب الجغرافيا وصانع الحضارة وأداة للتقدم . الإنسان بحضارته وعلمه وتقدمه هو جالب ومراكم الثروات ولم تكن الثروات والأموال سببا لوجود الانسان ولكن الإنسان هو مصدر كل الثروات المادية والحضارية والتقدمية .

ولذا طوال التاريخ نجد أن الإنسان هو المصدر الأول والأساسى لتقدم أى دولة . وهذا يعنى أن يكون الإنسان بكل مقدراته وإمكاناته هو أساس وضع أى استراتيجية للتقدم فهو صانع أى تنمية وهو فى ذات الوقت هدف أى تنمية . هنا وبكل صراحة ووضوح . هل نعيش الآن عصر الإنسان أم عصر المال والثروات ؟ وعصر الإنسان هنا يعنى أن يكون الأنسان بإمكاناته وقدراته وعلمه وخبرته وقدرته على الابتكار والإنجاز هو الركن الأساسى والأهم فى الاختيار بين شخص وآخر . أى وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب . دون النظر إلى وضعه الاجتماعى أو قدرته المادية ولكن النظر إلى قدرته التى تمكنه من تبوء الموقع بلا رشوة أو واسطة ؟

ونحن الآن فى إطار الاستعداد للأستحقاق الانتخابى للبرلمان . والبرلمان ياسادة هو أعلى سلطة وأهم مركز فى الحياة السياسية فى أى دولة تمارس السياسة كما يجب أن تكون !!!  وهذا يعنى أن النائب بديهيا يجب أن يكون سياسيا فى المقام الأول . أى إنسان له خبرة سياسية ويمتلك تاريخا وتجربة سياسية من خلال موقف سياسى يتبناه ويؤمن به وينذر نفسه من أجله . سياسى يدرك خطورة وعظمة دوره السياسى فى التعبير عن الجماهير التى ائتمنته على أن يمثلها . سياسى يعطى ويبذل نفسه من أجل الوطن والجماهير بعيدا عن أى تطلعات لتحقيق خدمة ذاتيه أو منفعه عائلية أو مكاسب شخصية . ولذا فالنائب هو سياسى أولا وأخيرا يمارس دوره السياسى قبل البرلمان وأثناء البرلمان وبعد البرلمان . فالسياسى ودوره  لا يكتسبه بعضوية البرلمان ولا ينتزع منه دوره السياسى بعد البرلمان . وهذا غير اللعبة الأنتخابية التى يجيدها تجار الانتخابات الذين يعتمدون على مغازلة العواطف الإنسانية والانتماءات العائلية والطائفية والقبلية وقدرتهم المالية التى لا علاقة لها بالعمل السياسى الحقيقى . الغريب أن هؤلاء يتصورون ويتخيلون كذبا أنهم أهل السياسة . فيقول أنا تاريخى السياسى ...

ويقصد ممارساته الانتخابية التى لا علاقة لها بالسياسة . والجميع ينعتون أنفسهم بأنهم صناع السياسة !!!

هنا إذا كانت النيابة عن الشعب تحتاج تلك الكفاءات السياسية الحقيقية . فما علاقة المال والثروات بهذا الموقع الجليل والعمل السياسى بشكل عام ؟ فهل يمكن لأى سياسى يمتلك تاريخا وتجربة وموقفا سياسيا ولا يمتلك أموالا أن يترشح لأى موقع سياسى ؟ بالطبع لا والف لا . لماذا ؟ كنا أعضاء ونوابا نمثل الشعب ولا نمتلك من المال غير رواتبنا المتواضعة فقط فقط . ولكن كانت الحياة السياسية تعطينا الفرصة لأن نمارس السياسة والنيابة . الان مثلا . مثلا رسوم الترشح ٣٠ الف جنيه . رسوم الكشف الطبى عشرة آلاف جنيه .  اربعون ألف جنيه بالتمام و الكمال ولا نتحدث عن مابقى من مصاريف المعركة الانتخابية من ملايين الملايين !!!!!!

يارجل أعقل تروح فين فى الزيطة ديه وانت معاشك عشرة آلاف جنيه !!! روح ياحبيبى وخليك فى حالك . هنا هل اصبح المال هو جواز المرور لأن تكون نائبا ( وهنا لا نتحدث عن ما يقال من دفع ملايين مقابل النيابة لأننى والله لا أستطيع تصديق هذا الكلام ) وان كانت الملايين ستصرف بطريقة أو أخرى . نعم معك مال تصبح نائبا وتصبح طبيبا وصيدليا ....الخ وبدون مجموع أو كفاءة !! نعم معك مال تستطيع أن تملك ما تريد وتفعل ما تريد . هنا ياسادة هذا وضع خطر كل الخطر على السلام الاجتماعى وعلى سلامة الوطن العزيز . الوطن الذى لا سلام له بغير تضافر وتلاحم وتماسك الشعب . فهل هذه الأوضاع تساعد على ذلك ؟ الوطن يمر بمرحلة ومواجهات خطيرة سندفع ثمنها جميعا . فهل يمكن النظر فى هذه الأمور سريعا وإعادة الأمور إلى نصابها السليم . بتطبيق القانون خاصة قانون من أين لك هذا . بعدالة اجتماعية حقيقية تحافظ على توزيع عادل للدخل القومى . بأعطاء الفرصة لممارسة سياسية حقيقية وحرية الرأى والراى الاخر . وهذا فى صالح الوطن العزيز الذى هو الأهم . حفظ الله مصر وشعبها العظيم .

---------------------------

بقلم: جمال أسعد


مقالات اخرى للكاتب

مصر الإنسان ومصر المال