14 - 10 - 2025

حفلة قيثارة في السفارة التركية احتفاءً بالذكرى المئوية للعلاقات المصرية-التركية

حفلة قيثارة في السفارة التركية احتفاءً بالذكرى المئوية للعلاقات المصرية-التركية

في أمسية موسيقية استثنائية، هبّت نسائم من موسيقى البوسفور إلى ضفاف النيل، حيث قدّم عازفو القيثارة الأتراك والمصريون حفلاً رائعاً في السفارة التركية بالقاهرة، احتفاءً بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا.

وتُعد القيثارة من أقدم الآلات الموسيقية في تاريخ الإنسانية، فقد نشأت في مصر القديمة وانتقلت لاحقاً إلى حضارات بلاد الرافدين، فيما عُرفت في تركيا باسم “الچَنگ التركي”، لتجمع بين أناقة الموسيقى الغربية وعمق الحس الفني الشرقي، وما زالت تحظى بشعبية كبيرة وتدرس في المعاهد الموسيقية الحكومية والخاصة.

شهد الحفل لقاء الفنانة المصرية منال محيي الدين، إحدى أشهر عازفات القيثارة في مصر، مع صديقتها المقربة والفنانة التركية الرائدة شيرين بانجارأوغلو، حيث قدّمت كل منهما مجموعة من الأعمال الموسيقية المستوحاة من تراثيهما الفني. كما شارك الحفل الفنان التركي سيمين أوزدينيز والفنانة المصرية ضحى الجرزاوي، في حين تضمن البرنامج مجموعة من المؤلفات التركية الشهيرة.

حضر الأمسية عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن وزوجته، ووزير الطيران المدني المصري الأسبق الفريق محمد عباس، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المصري حازم عمر، إضافةً إلى نجوم الفن المصري مثل محمود حميدة وجمال سليمان، وبعض الصحفيين المعروفين ومؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب السفير التركي بالحضور معرباً عن سعادته بجمع وتجسيد موسيقى الشعبين صاحبتا التاريخ والثقافة المشتركة، مشيراً إلى أن فكرة الحفل جاءت من الفنانة منال محيي الدين، وأن السفارة ستواصل تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية احتفالاً بالذكرى المئوية للعلاقات بين البلدين.

وأكد السفير شن على الروابط العميقة بين الموسيقى التركية والمصرية، مشيراً إلى تأثير الموسيقى العثمانية على الموسيقى المصرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وتأثير الموسيقى المصرية على الموسيقى التركية في منتصف القرن العشرين.

 كما أعرب عن أمله في أن تعكس الاتفاقية الثقافية المرتقبة بين مصر وتركيا هذه الأنشطة المشتركة في مجالات متعددة، من الموسيقى إلى الأفلام وحفظ التراث الثقافي.

وشدد السفير على دعم مرشح مصر لمنصب المدير العام لليونسكو، مؤكداً أن انتخابه سيعزز التعاون الثقافي بين الأناضول ومصر في المستقبل.

الفنانة التركية شيرين بانجارأوغلو، التي درست في معهد جنيف وجامعة إنديانا، أعادت إحياء آلة “الچَنگ” العثمانية وقدمت حفلات في أكثر من 32 دولة، بينما الفنانة المصرية منال محيي الدين، خريجة معهد الكونسرفتوار بالقاهرة، ركزت منذ عام 2004 على أداء الموسيقى العربية باستخدام القيثارة، وتشغل حالياً منصب عضو هيئة تدريس في المعهد.