15 - 10 - 2025

ترامب .. عين في غزة .. وأخرى في إيران!

ترامب .. عين في غزة .. وأخرى في إيران!

عاد منتصرا .. وإذا ما توجت جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنجاح خطته لإنهاء الحرب في غزة وقطع الشزط الأصعب في هذا المشوار الشاق، فإنه يسعى نحو إنجاز آخر لايقل أهمية وقيمة سياسية وتاريخية بعبور المنطقة المحرمة من الحلم النووي الإيراني وقبول طهران التوقيع على اتفاق نووي بالشروط والإملاءات الأمريكية قبل أن تفقد الفرصة الأخيرة وتتصاعد نغمة العقوبات الاقتصادية التي تحاصر النظام الإيراني وتصيب كيانه بالشلل.

كثيرا ما جدد الرئيس الأمريكي موقفه الرافض تماما لأي تخصيب لليورانيوم من قبل إيران في إطار المفاوضات الجارية حول الملف النووي، مقابل تشبث طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراضها السلمية مستبعدة التخلي عن هذا النشاط الحيوي لبرنامجها النووي .. وبعد أن ذاق ترامب حلاوة النصر من كأس القضية الفلسطينية عبر خطة إنقاذ غزة الأخيرة، قد يتفرغ نسبيا للملف الإيراني ويخطط لإحداث انفراجة مماثلة لاسيما وأن الإدارة الأمريكية سلمت سلطنة عمان - باعتبارها وسيطا قويا في المحادثات النووية بين إيران والترويكا الأوروبية - مقترحا أمريكيا جديدا للتقريب بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي لاحتواء "آلية الزناد" التي فرضتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا لتقويض طموحات إيران النووية ..  

رغم خمس جولات من الحوار بين المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لا تزال الخلافات الجوهرية قائمة وتقف حاجزا معقدا للوصول إلى اتفاق وشيك على ضوء رفض إيران نقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج.

وكانت إيران قد علقت عمليات التفتيش الدولية على منشآتها النووية، وهو التزام قانوني بموجب اتفاق 2015، وذلك عقب قصف عدة مواقع نووية وقواعد عسكرية إيرانية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو الماضي .. وبمرور الوقت وتعدد جولات المحادثات النووية، كثفت إيران أنشطتها النووية المحظورة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي في 2016 خلال فترة ولاية ترامب الأولى .. ولكن الرئيس الأمريكي في ولايته الثانية يفكر بجدية في فك رموز المشهد الإيراني وإعادة ترتيب أوراق اللعبة السياسية على المائدة النووية، وعيناه تتعلقان باتفاق مع طهران يرفع به أسهمه ويعزز سجل إنجازاته الذي بدأ بخطة غزة، ومنها يرتفع سقف طموح الرئيس الأمريكي ليحسم معركة النووي ويفتح الطريق أمام تحديات دولية وحقول ألغام أخرى!.
----------------------------
بقلم: شريف سمير
* نائب رئيس تحرير الأهرام

مقالات اخرى للكاتب

أنا أسير فلسطيني .. أنا حر!