الإنصاف يدعونا كلما حل شهر أكتوبر الذى شهد أعظم الانتصارات المصرية العربية وشهر العبور العظيم وتحطيم خط بارليف ونظرية الأمن الاسرائيلية وتحطيم أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر وقطع ذراعه الطويلة، الإنصاف يدعونا كلما حلت الذكري أن نؤدي التحية لرجال مهدوا لإنجاز السادس من اكتوبر ١٩٧٣ مثل الفريق محمد فوزي الذى تولى إعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة ١٩٦٧، والفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وارفع شهداء الجيش المصري رتبة والذى استشهد وسط جنوده فى الخطوط الأمامية لجبهة القتال ٩ مارس عام ١٩٦٩، والفريق مدكور ابو العز الذى قاد سلاح الطيران المصري بعد نكسة ١٩٦٧ واصاب قادة إسرائيل بالذعر والذهول من عودة الطيران المصري للحياة بكفاءة تثير الدهشة، والفريق محمد أحمد صادق الذى تولى منصب وزير الحربية وساهم فى الاعداد لمعركة التحرير والكرامة.
ومن الإنصاف أن نتذكر الزعيم الغالى جمال عبدالناصر الذى رفع شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والذى أطلق شرارة حرب الاستنزاف التى أثبتت أن مصر قد تكبو ولكنها سرعان ما تنهض والتى كانت بمثابة التمهيد والتطعيم لحرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان
والانصاف يدعونا إلى تقديم التحية لكل قادة وضباط وصف ضباط وجنود حرب أكتوبر، ولكل المدنيين الذين ساهموا فى الاعداد للحرب خاصة بناة حائط الصواريخ ودشم وهناجر الطائرات، والانصاف يدعونا إلى تذكر شهداء كل الحروب المصرية وتقديم كافة أنواع الرعاية والدعم وبسخاء لعائلاتهم وذويهم.
واكتوبر يأتى هذا العام مع حدث يجعل أي عاقل ومنصف يغفر للزعيم الغالى جمال عبدالناصر أخطاءه بل وخطاياه ـ والتى لا يمكن انكارها ـ ويدعو الله أن يغفر له ويدخله فى رحمته.
الحدث هو فيضان النيل العنيف بعد بناء سد النهضة الاثيوبى بإرادة إثيوبية منفردة خاصة مع عدم اظهار العين الحمراء لاديس ابابا، فيضان المياه المخزنة خلف سد الخراب أو سد النهضة الإثيوبى تسبب فى كوارث وخسائر فادحة لأشقائنا فى السودان لتجتمع عليهم المعاناة من الفيضان والمعاناة من غباوة قوات الدعم السريع والتى تتلقى الدعم من أولى القربى!
وكان من الممكن أن تتعرض مصر الكنانة لما تعرضت له السودان لولا السد العالى الذى بناه الزعيم الغالى جمال عبدالناصر، والذى سيظل شاهدا على إخلاصه واجتهاده وانحيازه لشعب مصر.
والانصاف يدعونا أيضا للترحم على الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك ليس فقط لأنه أحد ابطال وقادة حرب أكتوبر، ولكن وايضا لانه كان وراء استحداث مفيض توشكى وانشاء قناطر دشنا،
كما يدعونا الإنصاف إلى تحية الرئيس السيسى الذى اهتم بشق قنوات تصل بمياه النيل إلى الصحراء الغربية.
وشاءت إرادة الله أن تصل مياه فيضان النيل إلى مفيض باريس فى الوادى الجديد دون حدوث أى خسائر.
رحم الله رجالات مصر الذين خدموها بإخلاص وغفر الله لهم أخطاءهم وزلاتهم، وأدعو الله أن نستفيد من مياه الفيضان التى أكرمنا الله بها وأن تنعكس على إنتاجنا الزراعى وأن تؤدي إلى خفض فواتير استهلاك المياه والتى شهدت ارتفاعات متوالية.
وختاما اتذكر تلك الكلمات التى رثت ابو خالد: "ما تقولوش الشمس غابت، ما تقولوش ده غاب الضى، مهما يغيب اللى بناه مهما يغيب فى قلوبنا حى، خالد زى مصر وشعبها".
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج