دشّن البابا تواضروس الثاني، اليوم، كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بقرية رزقة الدير التابعة لإيبارشية الدير المحرق بمحافظة أسيوط، وذلك بمشاركة 20 من الآباء المطارنة والأساقفة، وسط أجواء احتفالية وشعبية واسعة.

وكان البابا قد وصل مساء أمس إلى الدير المحرق في إطار زيارته الرعوية لأسيوط، حيث استقبله الأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير ومجمع رهبانه بالألحان الكنسية على "بوابة البطريرك" التاريخية، وتوجه مباشرة للصلاة في الكنيسة الأثرية.

وفي صباح اليوم، انتقل موكب البابا إلى قرية رزقة الدير، حيث استقبله الأهالي بالزغاريد والترحاب، وقدّم طفلان باقة ورد لقداسته قبل أن يزيح الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكاتدرائية. وبدأت بعدها صلوات التدشين التي شملت ستة مذابح في الكنيستين العلوية والسفلية، فضلًا عن تدشين أيقونات حضن الآب وكافة الأيقونات.

وخلال عظة القداس، أكد البابا تواضروس أن الكنيسة ركن أصيل من أركان الوطن، تضطلع بمسؤوليتين أساسيتين: إعداد المواطن الصالح وإعداد الإنسان للحياة الأبدية. وأشار إلى ثلاث سمات تميز الكاتدرائية الجديدة: اتساعها الذي يعكس قلبًا متسعًا بالمحبة، سقفها العالي الذي يرمز إلى رفع القلب بالصلاة، وجمال تفاصيلها الذي يدعو لحياة نقية بالتوبة.

من جانبه، رحب الأنبا بيجول بقداسة البابا والسيد المحافظ اللواء الدكتور هشام أبو النصر، الذي أعرب عن سعادته بمشاركة الأقباط فرحتهم، مؤكدًا أن قوة مصر تكمن في وحدة شعبها وتماسكه خلف القيادة السياسية. وفي لفتة رمزية، قدّم المحافظ أيقونة للعائلة المقدسة كهدية تذكارية للبابا، فيما أهدى قداسته هدايا تذكارية لقيادات المحافظة.

جدير بالذكر أن كاتدرائية مار مرقس برزقة الدير المحرق أُسست عام 2005 وبدأت الصلاة بها عام 2007، وتخدم نحو 16 ألف قبطي أرثوذكسي، وتضم إلى جانبها ثلاث كنائس ومبنى خدمي وإداري بمساحة إجمالية 4200 متر مربع.