يدخل التاريخ بمفاتيح "نوبل للسلام" .. تعلقت عينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الحلم وهو يوقع بحبر البيت الأبيض خطة إنهاء الحرب على قطاع غزة، وفتح ذراعيه لاحتضان طرفي الصراع وتهدئة الأوضاع بعدة نقاط وبنود رسم بها خطته أبرزها الإفراج عن المحتجزين ووقف فوري لإطلاق النار وسحب تدريجي للقوات الإسرائيلية وفي مخيلته وعده القديم في بداية ولايته الثانية بتحويل غزة الشهيدة إلى ريفييرا جميلة!.
وانتقلت الخطة إلى نقطة جوهرية لقطع الطريق على لغة العنف والسلاح وتقويض أية محاولات للتصعيد العسكري مستقبلا، وأعلنت أن غزة ستكون منطقة منزوعة السلاح وخالية من الإرهاب على أن تكون إدارة غزة بمرحلة انتقالية عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تحت إشراف هيئة دولية جديدة باسم "مجلس السلام" برئاسة ترامب وبدعم قادة دول مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على الرغم من تاريخه الأسود في غزو العراق عام 2003 وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل.
ولكي يصلح للحياة والعيش الآمن، أقرت خطة ترامب دخول مساعدات إنسانية شاملة فورا إلى غزة تشمل المياه والكهرباء والمستشفيات والمخابز وفتح الطرق، وتدار سبل الإغاثة عبر الأمم المتحدة والصليب الهلال الأحمر ومؤسسات دولية أخرى دون تدخل من إسرائيل وحركة حماس .. وتكتمل عملية البناء في القطاع بخطة اقتصادية لإعادة إعمار غزة وجذب استثمارات دولية بإشراف خبراء شاركوا في بناء مدن حديثة بالشرق الأوسط، وبما يضمن خلق فرص عمل وأمل بمستقبل أفضل لسكان غزة.
وتوالت ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية إزاء خطة ترامب بالإشادة والترحيب والتعاون الإيجابي .. وأصدرت مصر و 7 دول عربية وإسلامية بيانا مشتركا يشدد على الالتزام بالعمل لضمان توصيل المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود فضلا عن إنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين .. ويتحرك الرئيس الأمريكي لينشر أوراقه ومعها رياح السلام لتستقر في المنطقة وتطفئ نيران الحرب وبراكين الكراهية .. ويمد المجتمع الدولي يده لحماية خطة ترامب لكيلا تصبح في طي النسيان أو بحرا من الوعود والأوهام!.
----------------------------
بقلم: شريف سمير