29 - 09 - 2025

توني بلير.. عودة أخطر رجل في العالم

توني بلير.. عودة أخطر رجل في العالم

ضحكات عربية.. منها الساخر، ومنها اليائس من رغبة الرئيس الأمريكي في تولي توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ملف اليوم التالي للحرب في غزة.. صحيح أن الضحكات من إقحام توني بلير في المشهد الفلسطيني، سبق وأن تعالت بسخرية خلال اللقاء المفتوح الذي عقده السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، العام 2024 داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حول مستقبل القضية الفلسطينية ما بعد 7 أكتوبر، عندما قال عمرو موسى، ردا على سؤال يتعلق بالتسريبات الإسرائيلية عن إرسال توني بلير للتفاوض على إقامة دولتين، والتسريبات الإسرائيلية عن إرسال توني بلير للتفاوض على إقامة دولتين: "شوفي حضرتك لما قولتي اسم توني بلير، اسمه قوبل بالضحك من القاعة التي بها الكثير، وأنا لو قابلت بلير هقوله لما المصريين سمعوا عن طرح اسمك للمفاوضات ضحكوا".. إلا أن الضحكات الحالية، من محاولة تولية توني بلير، الملف السياسي/الاقتصادي لغزة، ما بعد سكوت المدافع ، ليست ككل الضحكات للاعتبارات التالية:

ـ اليمين الصهيوني الحاكم، بقيادة نتينياهو، نسف من الأصل فكرة حل الدولتين، بالسلاح وبروح الغل في الإنتقام من الشعب الفلسطيني، وأيضا بالإعلان السياسي الصريح عن رفض الوجود الفلسطيني في الضفة وغزة.. فهل سيقوم بلير بتعديل المزاج الشعبي الإسرائيلي، إلى قبول التعايش إلى جوار الشعب الفلسطيني، أويقنعه، على الأقل، أن يمنح شيئا من الرحمة، للشعب الفلسطيني.. وإذا أضفنا للموقف العنصري الإسرائيلي، موقف ربيبه الأمريكي، الذي أعلن وزير خارجيته السايق أنتوني بلينكن، العام 2023، من أن"حل الدولتين يبدو بعيدا"، فإن مهمة توني بلبير لن تكون أكثر من إدارة غزة وفقا للرغبات والإملاءات الإسرائيلية المعلنة.

ـ تاريخ بلير في المنظقة لا يسجل أية نوايا طيبة أوصادقة.. كذب على شعبه والعالم، وادعى على غير الحقيقة خلال جلسة مجلس الأمن التي قررت غزو العراق، أن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل.. كذبة حشدت الأمم لتدمير وتقسيم العراق.. أيضا عندما كان مبعوثا للرباعيىة الدولية المكونة من الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة لبحث تصاعد الاشتباكات المسلحة بين إسرائيل والفلسطينيين العام 2003 ، حينها تولى بلير الملف، وبدلا من التهدئة وبحث تسوية سياسية بين الطرفين، انشغل بالبحث عن آلية لتهجير الفلسطينيين، برؤية إسرائيلية، وإقناع دول أوروبية باستقبال لاجئين من قطاع غزة، ما دفع السلطة الفلسطينية في رام الله لمنع دخوله المدينة.. الشعب الفلسطيني لا يثق في الإنجليز، مصدر نكبتهم، وينظر إلى توني بلير نظرته لنتينياهو وترامب، فالرجل صاحب تاريخ دموي هائل ارتكبه في العراق بكذبه ومشاركة جيشه، ولا يعفي اعتذاره عن كذبته في كونه رجلا يكذب كما يتنفس، ويعد أخطر "مهندس" سياسي على العرب، والرجل الذي تفوق  في هندسته على أستاذ "الهندسة" الفنان الراحل، استيفان روستي.

إذا تحققت الإرادة الأمريكية وتولى بلير حكم غزة بعد اليوم التالي للحرب، فإن مهمتة تطال بالضرورة صندوق التبرعات لإعادة إعمار غزة، المزمع إنشاؤه بالمال العربي، ما يسهل عليه، فيما بعد، إعادة تدوير "السلام الإبراهيمي" مع دول الخليج تحت ذريعة "الضرورات تبيح المحظورات"..

تأسيسا على ما سبق، وخلال لحظة شبه يائسة يعيشها النظام العربي، من حقنا أن نضحك بسخرية، كما ضحك من قبل السيد عمرو موسى، ليس فقط من فكرة عودة تولي بلير إلى المشهد الفلسطيني، إنما أيضا، من خبرة سمسار سياسي، ينصب على العرب ويبيعهم "العتبة الخضراء"... سمسار الأوطان يعود، فاحذروا عودة "أخطر رجل في العالم".
-----------------------
بقلم: أحمد عادل هاشم

مقالات اخرى للكاتب

توني بلير.. عودة أخطر رجل في العالم