28 - 09 - 2025

كلام والسلام | مولد سيدى 6 اكتوبر

كلام والسلام | مولد سيدى 6 اكتوبر

بعد أيام يبدأ المولد، والمولد هنا ليس المولد النبوى الشريف.. وليس مولد أحد أولياء الله أو أحد أبناء البيت النبوى، أوحتي مولد أبو حصيرة اليهودى المشكوك في أمره.. والذي يصر اليهود علي الاحتفال به في قلب مصر وبالتحديد في دمنهور .. كل عام. ولكنه مولد سيدى 6 اكتوبر الذى يمر عليه 52 عاما بالتمام والكمال هذه السنة.

ومع انطلاق الاحتفالات .. تنطلق الموضوعات الصحفية والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والأفلام السينمائية والتسجيلية، التى حفظناها عن ظهر قلب.

ومن قبل كل ذلك الأغانى الوطنية .. ومصر اليوم في عيد. ومعها الندوات التثقيفية عن بطولات وملاحم جنودنا الأبطال خلال الحرب.. وهزيمة العدو الذى لا يقهر .. وتحطيم أسطورة خط بارليف المنيع المريع.

وخلال الاحتفالات التى تدوم الشهر بأكمله.. يتبارى المحللون وجنرالات المقاهى، في رصد الأسباب والنتائج .. ولا مانع من حفنة مشككين في الانتصار العظيم.. وأنه كان مجرد اتفاق لتحريك المياه الراكدة .. والوصول إلى السلام المنشود .

أكتوبر كانت انتصارا.. لايشك في هذا أحد .. ودفعنا ثمنها من دماء جنود أبرار شهداء، روت أرض سيناء العزيزة .

أكتوبر كانت ملحمة.. لاختبار معدن الشعب المصرى، الذى اختبروه علي مر العقود، ولم يخذلهم مرة واحدة.

أكتوبر يستحق الأحتفال ..بلاشك. ولكن الاحتفال لا يكون بالأغانى والأفلام والندوات.. وبجنرالات المقاهى الذين يبالغون ولايبالون.. ويكررون نفس الكلمات.. منذ 52 عاما.

أكتوبر انتصار ينادى من بعيد.. ماذا فعلتم بروح أكتوبر؟ هل حولتم هزائمكم في الحياة، مع هزائم الاقتصاد التى لا تسر عدوا ولا حبيبا، لانتصارات مؤكدة ومؤشرات .. يحس بها الغلبان والشقيان.. وليس مجتمع الواحد بالمائة.

وهل حولتم مفهوم العدالة الاجتماعية لحقائق يشعر بها الغلبان.. ويصفق لها.. لقد جبنا جون بصحيح.

وهل عبرتم بالمواطن الغلبان .. من هزائمه مع متطلبات حياته اليومية القاسية، التي لا يقدر علي توفير الحد الأدنى منها، لانتصار ساحق.. يعيشه في أمان وستر ويغنيه عن سؤال اللئبم.

وهل سحقتم أسطورة العدو الذى لا يقهر.. وهو هنا الفقر، لعنه الله بكل أسمائه ومعانيه .. فقر الحاجة والجيب وفقر الفكر والمعتقدات.

وهل حررتم الناس من قيودها، كما حررتم سيناء التى عادت لحضن الوطن الأم.

أكتوبر كانت انتصارا ساحقا، ودليلا علي القدرة والتصميم، ومن قبلهما التخطيط والعلم.

فهل سرتم في طريق العلم والتخطيط لمنتهاه.. وقدرتم أهله، كما تقدرون حفنة الفنانين ولاعبي الكرة ورجال الأعمال.

أكتوبر نصر، وسط هزائم تعد ولا تحصي .. محتاجة لعبور جديد، ولو بعد 52 عاما بالتمام و الكمال .

لا تجعلوا من أكتوبر.. مقاما لأحد أولياء الله الصالحين، يحج الدراويش إليه كل عام للاحتفال وتلمس البركات، ثم ينصرفون لحياتهم البائسة.. دون درس ولاعظة.
------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]


مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | مولد سيدى 6 اكتوبر