20 - 09 - 2025

رشقة أفكار | العدو الصهيوني .. صفحة جديدة يكتبها الزعيم المولود من رحم الجحيم !

رشقة أفكار  | العدو الصهيوني .. صفحة جديدة يكتبها الزعيم المولود من رحم الجحيم !

ظننا أن  الدولة المصرية استكانت إلى السلام البارد ، وأن عقيدة جيشنا لم تعد تعتبر ان" اسرائيل " هي العدو الذي تربى علي قتاله .

اختلفنا حول الأولويات والطائرة والقصور الفخمة  وبيع الأصول ولكننا نتفق الآن على العدو .

الخلاف  لايعني القطيعة  أو  نزع الوطنية ، في المقابل لا يجوز ان يكون الخلاف المعلن  سببا في "حدفنا" وراء الشمس!

لن  يحمي المصريون ظهر الرئيس ونظامه ، إذا كان صوتهم مبحوحًا مختنقًا أو مبللًا بالدموع .

تنقصنا المعلومات عن أسرار الدولة وقدرتها على المواجهة.. تصورناها "منبطحة"ولكنها ولدت فتية عفية في القمة .

اميركا وأوروبا وعدونا الصهيوني لن يترددوا في تأليب العالم ضدنا.. انتبهوا فواجبنا إدراك حقيقة اللحظة الراهنة  .

سيستعدون علينا الجميع ، وسيلعبون على أحبال ترامب المتهتكة عالميا وضميريًا ، وعلى أوروبا المنكفئة على الأحذية الاميركية ، كل هذا الآن تحت أقدامنا .

صفحة جديدة تفتح مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بعد أن مدّ سيادته يده ، وبسطها كل البسط !

من حقه علينا الآن أن نحمي ظهره ، وأن نبدي تأييدنا له بوضوح ومن دون مواربة ، ففي قمة قطر أظهر معدنه الأصيل الحقيقي ، وولدت زعامته كاملة .. وبدى جليًا أن اليوم  وغدا وبعد غد ليسوا  كالأمس على الإطلاق . مصر الجديدة المختلفة عن الأمس وجب  أن  تكون في أقصى درجات التأهب والاستعداد ، ليس لشن العدوان ، ولا للقيام بالحرب ، وإنما لردع  أي مغامر .

عقيدة المثقفين والمبدعين والمفكرين تختلف عن عقيدة النظم الحاكمة ، خاصة التي يغلب عليها الطابع العسكري . التباين والاختلاف - المعتاد - هذا لايمارس  لأجل الخلاف بحد ذاته، وليس فقط لأن غالبيتنا يؤمنون بصحة مقولة " المثقف دائما على يسار السلطة "،  وإنما لأن نظرة المثقف والمبدع للأمور تختلف حتما عن الرجل العسكري ..عن رجل المخابرات والأمن .. فالأخير طبيعته التكتم والحذر ، والاحتفاظ بالمعلومات للوقت الذي يحتاجها فيه ،  و فيما يتعلق بالأمن القومي للبلاد  لاشك انه يعرف أكثر .

 يتكتم العسكريون والأمنيون والجنرالات بصفة عامة على الاسرار والمعلومات ،و عندما تحدث  أشياء معينة فإنها  قد تسبب الاستياء العارم عند من لايعرف . نرى ونسمع في بلدنا معلومات ، ونقرأ تصريحات ونشاهد أحداثا مروِّعًة  واغتيالات وحروب إبادة ، وعندما لا يواجه الحاكم  مايجري -  خصوصًا إذا كان يهدد الأمن القومي للوطن ، وكلنا نعرف الآن محددات الأمن كما نعرف ماهية التهديد -   فإننا نسمي هذه اللا مواجهة  انبطاحًا .. وندين مواقف  القيادة ، مع أنها قد - بل بالفعل- تعرف أكثر !

اختلفنا ومازلنا حول الأولويات ، الطائرة الرئاسية ومقاتلات الرافال - قليلة الحيلة مقارنة بالسوخوي والميج ٢٩ و٣٥ - والقصور الرئاسية والرخام الذي أفرط البناؤون  في استعماله في تزيين جدرانها ، واختلفنا وما زلنا حول بيع مصانع القطاع العام وشركاته بأثمان بخسة دون حوار اقتصادي يرى حقائق الأمور و مصالح البلاد، وهل من الأجدى البيع أم الإصلاح والتطوير ، وهل إذا بعنا  فإن ثمن الأصول مقدر تقديرًا كاملًا ، أم على طريقة بيع عمر أفندي " المشينة " في عصور غابرة .. اختلفنا في هذا وغيره ، وتلك لم تكن مجرد جدال  مثقفين لا يمتلكون خبرات ولا رؤى مدروسة  ، وإنما كان من بين هؤلاء و في القلب منهم متخصصون ، ينتقدون البيع ويعدّدون مخاطره وينظمون حملات رفض شعبية ضده ، من دون ان يسمع لهم أحد ! هذه  أصول يملكها الشعب ، ولابد من استئذانه في بيعها  بشفافية مطلقة ، احترامًا  لمقدراته ، خاصة وأنه يصنف كشعب فقير قليل الموارد .

اختلفنا حول الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتغييبها ، والانتخابات الشكلية وجدواها وتأثيرها السيء على الوعى الجمعي المصري ،  وحول الاستيراد للسلع الاستفزازية  بالعملة الصعبة ، وحول بيع أصول مملوكة للدولة ، في كل مكان ،  وستختلف اكثر إذا ما "هَوَّبَ"  أحدهم ناحية وسط البلد ، يبيع فيها ويشتري ، يهدم ويشيد بنايات اخري من زجاج أو ناطحات من ورق ، بغية الاستثمار ، لكننا لن نختلف أبدًا مع الرئيس على "العدو" . الخلاف السابق لم يعني  القطيعة أو  يثمر فقدان الإنتماء أو يصم فريقا بانه منزوع  الوطنية ،  في المقابل لا يجوز ان يكون الخلاف" المعلن"   سببا في تغييبنا في غياهب السجون او "حدفنا" وراء الشمس!

لن  يحمي المصريون ظهر الرئيس ونظامه ، إذا كان صوتهم مبحوحا مختنقا مبللا بالدموع.المعارض يشد ازر المفاوض وهذه بلدنا ، قد يخطيء في التقدير سياسي كحمدين صباحي  أو محمد البرادعي ، فيرى كلاهما أن الاخوان فصيل وطني وأنه يجب التحاور معه .. هذا حقه وإن كان واجبنا كمثقفين  تفنيده - بل ورفضه ممن يرفضون ذلك بشدة وأنا أحدهم -  وبذل الجهود المضنية في إثبات خطأ رؤيته . اعتقال  صاحب الرأي وعقابه بركله داخل السجن ، فإما يتعفن أو يموت - كما قرأنا في تصريحات لأحد المسئولين السابقين - لأيكون عنوانًا للرئيس .. الزعيم المولود  من رحم الجحيم الذي يجتاح العالم اليوم  !

حيوية هذا البلد أن يكتب جودة عبد الخالق رأيا فيناظره من يستطيع من جانب السلطة ، وان يتجاوز فاروق عبد الخالق في تفسيراته الاقتصادية ، فلابأس من مناظرته هو الآخر وإفحامه .. وأن تعنون صحيفة تقاريرها منتقدة كبار المسؤولين ، فلايتم ملاحقتها بالقوانين المقيدة لحرية الصحافة . هذه هي حيوية البلد التي تحافظ على تماسك الحكم وتزيد شعبيته .. أما اعتقال  صحفيين وكتابا مثل سراج وصابر مثلا،  وبعض المتظاهرين  على سلم نقابة الصحفيين  ، تضامنًا مع أهل غزة ، فلا يحقق الأهداف التي ننشدها في تقوية الجبهة الداخلية.

نختلف حول توزير وزراء أكفاء يليقون بمصر ويفهمون تاريخها ولا يجهلون خصائصها في التنوع والاختلاف والحضارة ، وهم الذين  من تلقاء انفسهم يوضحون للقائد الذي في الميدان أن تاريخ طه حسين ويحيي حقي والمقابر الملكية وآثار مصر المملوكية وغيرها من معالم وملامح هذا البلد العريق ،  لا يجب أن تمتد اليها يد الهدم مهما كان أمر الأزمة الاقتصادية ، والضائقة المالية التي نمر بها ، فالبلدان العريقة كمصر لا تبيع  حضارتها من أجل حفنة دولارات ، فإن لم يقل هذا وزير الثقافة ، يقوله وزير الآثار، يقوله وزير الخارجية .

نختلف حول الأولويات ، ولا نتحدث حول التسليح وشراء الطائرات ، المقاتلة والرئاسية ، فقد لانعرف أنها مجهزة بما يحمي ويصون الرئيس ، ومن هنا علينا أن ننتظر اليوم الذي يصارحنا فيه الحاكم بكل شيء .هذا الشعب يجب أن  يُقَدر  ويحترم لا أن  يهان ويتم تجاهله  ، لأن السلطة تحاول ان تضمن له واولاده مأكلاً ومشربا.. وهذا هو المتاح الآن ، بعد أن ضاقت السبل وأحكمت الحلقات خناقها حول البسطاء.

اليوم وغدًا وبعد غد قال لنا الرجل المسؤول عن حياتنا وأمن وطننا أننا لسنا كذلك ، وأننا لانعرف الانبطاح ، لكنه الفرق بين السياسى ورجل الأمن والمبدع والمثقف .ليس من حقنا ان نقرأ في سجلات المخابرات أسرارنا ولا يمكن إذاعة التقارير والملفات التي يجري إعدادها تباعًا ، وبالتالي لايمكننا في غياب المعلومات أن  نكون سعداء  بأن  تكون لغتنا-  واحنا دولة كبيرة -  في مواجهة مايجري "عادية" مثل بقية الدول الصغيرة .لكن من ناحية أخرى فنحن لم نكن نريدها عدوانية . العدوانية تعني المواجهة والمواجهة تعني الحرب ، والحرب تحتاج إلى مليارات الدولارات مع كل طلعة شمس، وجسر سلاح يمتد إلى مصانع كل الدول المنتجة للسلاح ، واستعدادًا  تامًا  لتوفير المؤن والغذاء والدواء . الحروب اليوم ليست نزهه ، خاصة في زمان الصورايخ فيه تطلق عن بعد  وبالأقمار الذكية،  وبقنابل تخترق الحصون المدرعة وبطائرات مسيرة ، وما أدراكم ما هذه الطائرات المسيرة .. وعالم لا ينخفض فيه سقف الشرف ، فالأوروبيون يمكنهم بيع زيلينسكي إذا وجدوا ضالتهم في بوتين نفسه ، والأميركيون ربما يسقطون نتانياهو إذ استنفد فرصه وأوشك على النهاية والمحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي أصبحوا ألعوبة في يد القوة  الأعظم  في العالم .

 الرئيس عبد الفتاح السيسى وصف  الكيان الصهيوني المحتل  ب"العدو"، وذلك  فى كلمته أمام  مؤتمر القمة العربى الاسلامى فى قطر . تصريح غير مسبوق  في الخطاب الرسمي المصري منذ عقود، وقال الرئيس  السيسي نصًا : "يجب أن نُغيّر من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية، مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام". وأضاف: "ولكي تتغير هذه النظرة، فإن الأمر يتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغٍ ويتحسب كل مغامر !

شكرًا سيادة الرئيس ، هذه المرة الأولى التي تذكرنا فيها بأن هذا كيان معادي لنا ولأمتنا كلها، وكنا نظن أن الدولة المصرية استكانت إلى السلام البارد مع دولة الكيان ، وأن عقيدة جيشنا لم تعد تعتبر ان" اسرائيل " هي العدو الذي تربى علي قتاله جيشنا المصر البطل .

 كلنا الآن خلف الرئيس ، ومعه في مواجهة عدو ، لم يعدم الأكاذيب والتلفيق وإرهاب المجتمع الدولي ، ولا يعدم الحديث عن استعداد مصر للحرب وحشد القوات في سيناء وأننا ننتهك اتفاقية السلام ، وقد بدأت الشائعات تتسرب عن  أن ١٠٠ مسيرة عبرت من سيناء  إلى "الكيان " ، وإن الرئيس  السيسى يوجه بتوفير مخزون استراتيجى آمن  ومطمئن من السلع الأساسية يكفى احتياجاتنا .

سيحاولون بكل الطرق تأليب العالم علينا ، وعلى الزعيم الذي كان ميلاده الثاني الحقيقي في ٢٠٢٥ ، وذلك في بلد هو بالأساس لم يكن صديقًا لمصر منذ ٢٠١٣  ، وإنما كان ومازال غير ذلك ، بفقاعاته الإعلاميه ، وصواريخه الكلامية . سيستعدون علينا الجميع ، وسيلعبون على أحبال ترامب المتهتكة عالميا وضميريًا ، وعلى أوروبا المنكفئة على الأحذية الاميركية ،  ولكن كل هذا الآن تحت أقدامنا ، ونحن في ظهر رئيسنا الزعيم عبد الفتاح السيسي..فالأيام القادمة حبلى بالكثير .

-------------------------------------

بقلم : محمود الشربيني


مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار  | العدو الصهيوني .. صفحة جديدة يكتبها الزعيم المولود من رحم الجحيم !