في واقعة تقشعر لها الأبدان وتنفطر لها القلوب، تحولت خلافاتُ الميراث داخل أسرة بمدينة جرجا – سوهاج إلى مأساة إنسانية بشعة، بعدما أقدم المواطن ( ر - ح - ف ) على الاعتداء الوحشي على شقيقته (ز)، وهي معيدة بجامعة الأزهر الشريف، لمطالبتها له بحقها الشرعي في الميراث بعد وفاة والدها قبل ست سنوات .
القصة بدأت قبل أسابيع عندما تعرضت الضحية، عقب تعدٍّ أول من شقيقها، إلى جلطة دماغية حادة تسببت في شلل نصفي نُقلت على إثره إلى إحدى المستشفيات الخاصة، وأجرت عملية دقيقة لاستخراج الدم المتجلط . وبعد أيام، وبينما كانت ترقد على سريرها ونصف جسدها عاجز، فوجئت بشقيقها يدخل لزيارتها، لكنها صُدمت عندما وجدته بدلاً من الاعتذار أو التراجع، انهال عليها ضربًا مبرحًا على وجهها وشدًّا لشَعرها أمام خالهما الذي عجز عن ردعه.
الاعتداء الغاشم أدّى إلى جلطة ثانية أشد خطورة، أُدخلت بسببها غرفة العمليات مرة أخرى، وتم استخراج كتل دموية أكبر من السابقة، لتدخل مرحلة صحية ونفسية أكثر تدهورًا .
ولم يكتفِ الأخ عند هذا الحد، بل واصل مسلسل الانتقام، إذ تقدم ببلاغ كيدي في مطار القاهرة لمنعها من السفر لاستكمال علاجها وتعليمها بالخارج، فمنعت من السفر بالفعل، وبدلا من أن يشعر بالعار الذي ارتكبه ذهب يشمت في توقيفها وحبسها والتحقيق معها.
المجني عليها، وهي أم لأربع بنات، تعيش اليوم بين أنياب المرض وآثار الجلطتين، في حين تتزايد معاناتها النفسية أمام سلوك شقيقها الذي وصفه أقاربها بأنه "خارج عن كل معاني المروءة والرجولة والشرف".
وأمام هذه الفاجعة التي هزّت ضمير المجتمع، يناشد ذوو الضحية كبار العائلات في جرجا وسوهاج، والقيادات المجتمعية والدينية، بالتدخل العاجل لإنهاء هذه المأساة، كما يناشدون السلطات الأمنية والقضائية سرعة توقيف المعتدي ووضع حد لسلوكه الإجرامي، حمايةً لحق امرأة ضعيفة وأم لأربع بنات، وردعًا لكل من تسوّل له نفسه أن يحرم امرأة من ميراثها الشرعي تحت وطأة القهر والبطش .