أعرب تشانغ تاو، القائم بأعمال السفارة الصينية، عن سعادته بالتواصل مع المجتمع المصري، مستعرضاً أبرز الأحداث التي شهدتها الصين مؤخراً، وأهمها قمة تيانجين لمنظمة شنغهاي للتعاون 2025 وفعاليات إحياء الذكرى الـ80 لانتصار الصين في الحرب ضد العدوان الياباني والحرب العالمية الثانية، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي والفريق كامل الوزير ممثلين عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط متابعة واسعة من مختلف الأوساط المصرية.
أشار تشانغ تاو إلى الفعالية الكبرى التي أقيمت يوم 3 سبتمبر في ميدان تيانآنمن ببكين، والتي شهدت عرضاً عسكرياً ضخماً وكلمة للرئيس شي جين بينغ، بحضور 61 من قادة الدول ورؤساء الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية، إضافة إلى المسؤولين السابقين.
وأوضح أن الهدف من هذه الفعالية هو تكريم تضحيات الشعب الصيني في مقاومة العدوان الياباني، التي شكلت جزءاً محورياً من الحرب العالمية ضد الفاشية، وأسهمت في حماية الحضارة الإنسانية والدفاع عن السلام العالمي.
وأكد تشانغ تاو أن الصين تركز على إحياء هذا النصر لتأكيد النظام الدولي ما بعد الحرب، ودعم سيادتها على تايوان، مؤكداً دعم مصر المستمر لقضية الصين الواحدة، ومشيراً إلى أن الوحدة الصينية أمر حتمي.
كما شدد على أن هذا التاريخ يعكس قدرة الصين على تعزيز السلام والتنمية العالمية، وتحقيق التعاون متعدد الأطراف، والحفاظ على الأمن المشترك للبشرية، ما يعكس الدور المسؤول للصين في الشؤون الدولية.
وأشار تشانغ تاو إلى أن قمة تيانجين 2025 كانت الأكبر والأكثر تأثيراً في تاريخ المنظمة، حيث ترأس الرئيس شي جين بينغ اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء واجتماع “منظمة شنغهاي+”، بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي و10 من مسؤولي المنظمات الدولية، لمناقشة قضايا الصداقة والتعاون والتنمية.
وأوضح أن الرئيس شي جين بينغ طرح المبادئ الخمسة الأساسية: البحث عن القواسم المشتركة، المنافع المتبادلة، الانفتاح والشمولية، العدالة والإنصاف، والبراغماتية والكفاءة، وهي المبادئ التي تتماشى مع “روح شنغهاي” وتلقى استحسان القادة المشاركين.
وأضاف تشانغ تاو أن القمة أطلقت استراتيجية تنمية المنظمة للسنوات العشر القادمة، وأصدرت إعلان تيانجين الذي عبر عن القلق من تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ودعا إلى وقف إطلاق نار شامل وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً أن الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية هو الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
كما تطرق تشانغ تاو إلى مبادرة الرئيس شي جين بينغ للحوكمة العالمية، التي تهدف إلى تعزيز العدالة الدولية وإصلاح نظام الحوكمة العالمية، مبيناً أن المبادرة تقوم على خمسة مبادئ: دعم المساواة في السيادة، الالتزام بالقانون الدولي، التعددية، النهج الإنساني، والتركيز على العمليّة والكفاءة، مؤكداً أنها لا تهدف لإعادة بناء النظام الدولي القائم، بل لتعزيزه وتحسين فعاليته بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد تشانغ تاو أن العلاقات الصينية-المصرية تمر بأزهى مراحلها، معتبراً مصر شريكاً استراتيجياً للصين، لا سيما بعد مشاركة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في قمة تيانجين.
ولفت إلى لقاء الرئيس شي جين بينغ بالرئيس مدبولي، ومناقشات واسعة حول دعم المصالح المشتركة وتعميق التعاون في مجالات الطاقة الجديدة، المركبات الكهربائية، التمويل، وتحلية مياه البحر، إضافة إلى تعزيز التعاون في المشاريع الصناعية المشتركة، ومنها منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وأشار إلى أن القمة عززت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وفتحت آفاقاً أوسع للتعاون متعدد الأطراف، بما يعكس الطبيعة الاستراتيجية والعميقة للعلاقات بين البلدين، ويؤسس لمجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك، قادر على الإسهام في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية على المستوى العالمي.
واختتم تشانغ تاو كلمته بالإشارة إلى استعداد الصين لاستضافة منتدى الاستثمار الصيني-المصري في أكتوبر القادم، الذي سيجمع الشركات الصينية مع شركائها المصريين لتعزيز الاستثمارات المشتركة وتحقيق المزيد من المنافع للشعبين الصيني والمصري.
وأكد تشانغ تاو على أن الصين ومصر تواصلان تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، والعمل سوياً لتعميق التعاون، وصون السلام العالمي، ودعم التنمية المشتركة للبشرية.