استضافت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية اجتماعاً تاريخياً للقيادات الدينية لمسلمي دول البريكس، في إطار مؤتمر بعنوان “طريق الحرير الروحي”، الذي تناول دور القيم الأخلاقية في تعزيز التقارب بين الشعوب. وجاء المؤتمر بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة كل من الشيخ راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا والمفتي الأكبر، والدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومن مصر الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ممثلاً عن فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عباد، وذلك بدعوة من الإدارة الدينية لمسلمي روسيا.
ناقش المؤتمر قضايا جوهرية متعلقة بدور القيم الروحية والأخلاقية في دعم مبادئ التنمية، والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للمجتمعات، فضلاً عن مواجهة خطابات الكراهية والتطرف، من خلال قيم إنسانية راسخة قائمة على التسامح والاحترام المتبادل.
وأصدرت القيادات الدينية بياناً ختامياً جاء فيه: “نحن القادة الروحيون في دول البريكس، وانطلاقاً من المبادئ الروحية والأخلاقية الداعية إلى الاحترام المتبادل والأخوة والتعاون في الخير، وبالاستناد إلى التراث الديني والقانون الإسلامي الممتد عبر قرون، ندرك مسؤوليتنا أمام الله والأجيال القادمة في الحفاظ على الأسس الأخلاقية للمجتمعات وتعزيزها، باعتبارها مفتاح ازدهار الشعوب والدول، مع الاعتراف بالمكوّن الروحي لشعوب بلداننا كأحد العوامل الرئيسية للتقارب”.
وأكد البيان بالإجماع أن مبدأ “الوحدة في التنوع” المتجذر في التعاليم الإسلامية يعكس حكمة الله المتجلية في التنوع البشري والعرقي، ويعبر عن الرغبة المشتركة في بناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على الاحترام المتبادل للتقاليد والخصائص الثقافية والدينية والحضارية.
كما شدد القادة الروحيون على أن تدمير مؤسسة الأسرة التقليدية ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل البشرية، معتبرين الحفاظ على القيم الأسرية التقليدية ونشرها بين الشباب مهمة أساسية وملحّة، بما في ذلك عبر التعاون مع ممثلي الديانات الأخرى وجميع القوى الفاعلة في المجتمع.
وتطرق البيان كذلك إلى الذكاء الاصطناعي، حيث دعا إلى وضع قواعد ومعايير أخلاقية تحكم استخدامه، إدراكاً للإمكانات الهائلة التي يوفرها لتطوير مجالات الحياة البشرية وحل التحديات العالمية.
وأدان المجتمعون بشدة جميع أشكال كراهية البشر والتطرف والإرهاب والفاشية والقومية، مؤكدين رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال ازدراء الأديان أو محاولات الحد من حقوق وحريات المؤمنين.
من جانبه، أكد الشيخ راوي عين الدين أن صدور البيان بالإجماع يجسد حرص القيادات الدينية لمسلمي دول البريكس على بذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق عالم أفضل، مشدداً على الإصرار على المضي قدماً نحو هذا الهدف المشترك.