أنا ابن هذه الأرض... ابن مصر.
اللي تربّى على ترابها، وشرب من نيلها، وعاش وسط شعبها اللي عمره ما انكسر، ولا باع، ولا خان.
اللي يعرف مصر بجد، يعرف إنها مش بلد عادية... دي أمة.
دي حضارة آلاف السنين، دي قلب العالم العربي، وعقله، وسنده.
ومهما الدنيا اتغيرت، ومهما اشتدت الأزمات، مصر بتفضل واقفة، صامدة، بتقاوم، وبتبني.
في السياسة، مصر مش بتاخد أوامر من حد، ومش بتنفّذ تعليمات من برّه.
قرارها مستقل، وموقفها ثابت.
لا بتتاجر بالقضية الفلسطينية، ولا بتدخل حروب بالوكالة، ولا بتسمح لحد يهدد أمنها القومي مهما كان.
وفي الاقتصاد، إحنا ماشيين على طريق صعب، بس حقيقي.
فيه أوجاع، فيه معاناة، بس فيه كمان إرادة بناء.
إحنا ما بنستناش حد يصرف علينا... إحنا بنشتغل، بنحفر، بنزرع، بنبني... عشان عارفين إن بلدنا تستحق نضحي عشانها.
اجتماعيًا، شعب مصر هو البطل الحقيقي.
الست اللي بتصحى الفجر تشتغل عشان ولادها، والعامل اللي بيتعب عشان يعيش بكرامة، والشباب اللي لسه عنده أمل رغم كل شيء... دول هم وقود الوطن.
ودورنا كقيادات عمالية نقف معاهم، ومانسكتش على ظلم، ولا نقص، ولا فساد. صوتنا لازم يوصل، وحقوقنا لازم ننتزعها.
ثقافيًا، إحنا مش محتاجين نثبت مين إحنا... العالم كله عارف.
كفاية إننا علّمنا الدنيا يعني إيه حضارة، ويعني إيه فن، ويعني إيه قوة ناعمة.
بس لازم نرجع نؤمن بقيمتنا، ونحمّي أولادنا من الغزو الفكري اللي بيحاول يسرق عقولهم وهويتهم.
أنا مش محايد، أنا منحاز... منحاز لمصر.
منحاز لترابها، لجيشها، لناسها، لتاريخها، ولمستقبلها اللي لسه هنبنيه بإيدينا.
مصر مش بلد بندافع عنها بالكلام، مصر بندافع عنها بالشغل، بالوعي، بالمواقف، وبالصدق.
ومهما زادت الضغوط... إحنا مع بلدنا، مش بنهرب، ولا بنبيع، ولا بنتفرج.
تحيا مصر بكل شريف فيها،
وتعيش مصر حرة، مستقلة، عصيّة على الكسر،
وتفضل دايمًا في أول الصفوف.
----------------------------
بقلم: محمد عبدالمجيد هندي