شهدت العاصمة السلوفينية ليوبليانا يوم الاثنين 1 سبتمبر 2025 نشاطاً دبلوماسياً واسعاً لوزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، الذي عقد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى على هامش مشاركته في الدورة العشرين لمنتدى بليد الاستراتيجي، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
استهل الوزير عبد العاطي نشاطه بلقاء السيدة أورشكا كلاكوشار زوبانيشيتش رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية، وذلك بحضور السفيرة نهلة الظواهري سفيرة مصر لدى سلوفينيا. وأشاد الوزير بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وسلوفينيا، مذكراً بأن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف باستقلال سلوفينيا، مؤكداً أن التعاون البرلماني يمثل ركيزة مهمة في دعم العلاقات الثنائية.
كما تم التطرق إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وزيادة حجم التبادل التجاري، فضلاً عن مجالات الطاقة المتجددة، والتعليم، والثقافة. وفي الشأن الإقليمي، استعرض الوزير الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات، مشيداً بالمواقف السلوفينية الداعمة للشعب الفلسطيني والاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، التقى الوزير عبد العاطي ، كايا كالاس الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، حيث ثمّن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد، معرباً عن التطلع لانعقاد القمة المصرية–الأوروبية الأولى خلال العام الجاري. وتناول اللقاء التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، حيث عرض الوزير الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، مؤكداً خطورة استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع وما خلفه من كارثة إنسانية.
كما تطرق اللقاء إلى الملفات السورية واللبنانية، حيث شدد الوزير على دعم مصر لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل، إلى جانب دعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.
كما عقد وزير الخارجية اجتماعاً مع حاجة لحبيب المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حيث أشاد بالتطور الإيجابي الذي شهدته العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي منذ الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس 2024.
وتناول اللقاء الأوضاع في غزة، حيث جدد الوزير التأكيد على جهود مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، مطالباً بضرورة تحرك أوروبي فعال للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المتواصلة. كما استعرض الوزير التطورات في السودان، مؤكداً دعم مصر لمؤسسات الدولة السودانية ووحدة أراضيها، مع استعداد القاهرة للتفاعل مع المبادرات الهادفة إلى وقف إطلاق النار ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وتعكس هذه اللقاءات مجتمعة الدور المحوري لمصر في تنشيط التعاون مع شركائها الأوروبيين وتعزيز مكانتها كطرف رئيسي في معالجة أزمات المنطقة، سواء في الشرق الأوسط أو في جوارها الإقليمي، بما يعكس التزامها الثابت بدعم الأمن والاستقرار والتنمية.