02 - 09 - 2025

برلمانان.. واحد للشعب وآخر للكارتون!

برلمانان.. واحد للشعب وآخر للكارتون!

في لحظة رمزية من تاريخ السياسة المصرية يظل مبنى مجلس الشعب العريق بوسط القاهرة شاهدا على حقبة كاملة من القرارات المصيرية.

مبنى له مكانته في الذاكرة الوطنية.. ارتبط دائمًا بصورة المواطن البسيط الذي كان يرى فيه نافذته على الدولة كان يرجع إليه المواطن حينما تضيق به السبل مثله كسلالم نقابة الصحفيين

لكن بالتزامن مع انتقال مجلس النواب إلى العاصمة الإدارية الجديدة يمكننا أن نتخيل مشهدًا مغايرًا

وهنا الاقتراح ، لماذا لا يُترك المجلس القديم ليكون برلمان الشعب الحقيقي مجلس البسطاء الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من المصريين؟ مجلس يُعقد في وسط القاهرة قريبا من الناس يسمع همومهم وينقل مطالبهم.

وفي المقابل يكون البرلمان الجديد في العاصمة الإدارية مقرا لأصحاب رؤوس الأموال والأحزاب الكرتونية حيث الجلسات الرسمية والخطابات البروتوكولية بعيدًا عن الشارع وعن نبضه.

هكذا نصبح أمام مجلسين:

الأول: برلمان البسطاء حيث صوت الناس البسطاء الغائب منذ سنوات

الثاني: برلمان أصحاب رؤوس الأموال حيث تُدار لغة المصالح وصور الإعلام وتمرير القرارات.

قد يبدو المشهد ساخرًا، لكنه في حقيقة الأمر إسقاط على ما نشهده من فجوة متزايدة بين الشارع وممثليه.

فهل نحتاج فعلًا إلى برلمانين.. أم أننا فقط بحاجة إلى برلمان واحد يسمع؟
-------------------------------
بقلم: أحمد صلاح سلمان


مقالات اخرى للكاتب

برلمانان.. واحد للشعب وآخر للكارتون!