27 - 08 - 2025

أصوات شعرية تفتح فضاءات الإبداع في أمسية الفصحى بمعرض السويس الثالث للكتاب

أصوات شعرية تفتح فضاءات الإبداع في أمسية الفصحى بمعرض السويس الثالث للكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وفي أجواء مفعمة بالشعر والجمال، شهد معرض السويس الثالث للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأمسية الشعرية الأولى لشعر الفصحى، وسط حضور جماهيري تفاعل مع الكلمة الشعرية وإيقاعاتها العذبة.

شارك في الأمسية نخبة من شعراء الفصحى الذين أضاءوا فضاء المعرض بنصوصهم الشعرية، وهم: إبراهيم جمال الدين، إبراهيم مصطفى، أحمد عايد، سعد جاد الرب، طارق الأزنجي، عبد الحميد حسن، علاء الدين علي، علي أحمد، علي العربي، فكرية غانم، فوزي محمود، وماهر المنشاوي.

وتنوّعت قصائد المشاركين بين الوجداني والوطني والفلسفي، حيث لامست قضايا الإنسان وهمومه، واحتفت بجماليات اللغة وإبداعها، ليخرج الحاضرون بانطباع ثري عن التنوع والعمق في المشهد الشعري المعاصر.

وأدارت الأمسية الشاعرة ماريان أنور، التي أحسنت التقديم وإدارة الحوار الشعري، مؤكدة في كلمتها أن الشعر ما زال قادراً على جمع القلوب حول الكلمة الصادقة، وأن مثل هذه الفعاليات تعكس اهتمام وزارة الثقافة وهيئة الكتاب بفتح فضاءات جديدة للإبداع ودعم المواهب.

إبداعات بعض الشعراء المشاركين

وقد ألقى الشاعر إبراهيم جمال الدين، الذي ينتمي إلى جيل الثمانينيات وكان أحد أعضاء جماعة المرايا الأدبية وجماعة الإنسان الأدبية، ومؤسس مؤسسة نوافذ ثقافية بالسويس، عدداً من نصوصه. وقد صدر له من قبل عدة دواوين، منها: مجرد إشارات، الجنوب، في انتظار قدم تمر، فقير مبشر بالجنة. ومن قصيدته:

تنتظر قطًا

ترقص أحيانًا

تُطلقُ ضحكات

تأكل

وتشرب

وتنام

تخشى أن تمنح حبًا

لامرأة

أو صاحبًا

أو أبناءك

كي لا تموت أرواحهم

بمجيء قط

صرت قاسيًا

رغم أنك تود

أن تقول للموت: كفى

ويقول: سنرد إليك روحك

ولأنك طيبٌ

تخدعك الوعود

تعود

أما الشاعر أحمد عايد، الذي صدرت له عدة مجموعات شعرية منها: رماد أخضر، المعتزل، كما تصف المياه غزالة، أحتسي قهوتي… أهذي، سبع كلمات زرقاء، هي تلك مملكتي، خفيف وقاتل، ظل يحرس النسيان، لا أرى الأشياء كما هي. وقد حصل على عدة جوائز من بينها: جائزة بيت الشعر بالأقصر (التابع لبيت الشعر بالشارقة)، وكذلك جائزة عن سيناريو فيلم موت هزيل ضمن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة. ألقى قصيدته:

أمتنُّ للأشياءِ أيًّا ما تكنْ

فلكلِّ شيءٍ علَّةٌ

حتَّىٰ ولو خفيتْ عليَّ

أمرِّرُ الأحداثَ كالأنفاسِ

ما ولَّىٰ أودِّعُهُ بصبرٍ بالغٍ

وأقولُ: "ما يبقىٰ قليلٌ

هل أضيِّعه سُدًىٰ في الحزن؟!".

أكنسُ جيدًا، وأرشُّ ماءَ الورد

في الأعتاب، أفرشُ ضحكتي

في الباب؛ محتفيًا بما يأتي

كأنِّي لم أنلْ شيئًا لأخسرَهُ

يدي مفتوحةٌ وفسيحةٌ

وكأنَّني للتوِّ مخلوقٌ

ولا أدري بما يجري.

ومن جانبه، قدّم الشاعر طارق الأزنجي، مؤلف رواية فوق حجر الجوزة، والحاصل على المركز الثاني في جائزة المواهب الأدبية (دورة د. شاكر عبد الحميد – فرع شعر الفصحى) من المجلس الأعلى للثقافة عن مخطوط ديوانه هاوية تأبى السقوط، نصه:

أسألُ نفسي عن النهاية.

أشردُ قليلًا،

وأقرِّرُ لعب المحاكاةِ معها..

فأنام.

سرقتُ البارحة كلَّها من نفسي.

رششتُ على حياتي القلقةَ..

مِلحَ الموت،

ثمنٌ غالٍ يدفعه المرءُ مقابل لُعبة..

أسألُ نفسي عن النهاية.

الزمنُ

طرقةٌ ضيقةٌ في بيتِ وجودنا،

لا تسمحُ لنا إلا بالسيرِ في اتجاهٍ واحد..

أما الشاعر فوزي محمود أحمد، مؤلف تائه في المنخفض – عاشق البحر – عندما يأتي الربيع، فقد ألقى قصيدته "الخليلات":

‎للتنين خليلات

‎يتقاسمن الكعكة

‎في كل زمان

‎يترعن كئوس القار

‎في أى مكان

كما شارك الشاعر محمد سيد المنشاوي، صاحب دواوين: جدرايات (2007)، نبضة لا تموت (2016)، دندنة العشق القديم (2005)، الأنثى الممكن (2006)، وألقى:

قف صمتاً

لم همدان

قِبْلَ يديَ أبليس

قبل العاصفة

وأخيرًا، قدّم الشاعر علاء الدين علي محمد، صاحب دواوين أبيض × أحمر، لحظة ميلاد الموت، إتنفسيني لما أضيع، نبات فطري، والحاصل على جائزة أول إقليم القناة وسيناء عام 2000 عن نص بحر الدم، قصيدته:

عشق النساء عباءةٌ

متزينٌ بالدر كامل قطرها

والغزل من عزم الرجال نسيجهُ

ولسوء حظ الناظرين إلى الهوى

أسرٌ قيوده من ذهبْ

ولقد حييت من السنين حياتيَ

بلا هوى .... لا أنحني

قد شخت هذا مبدئي

ما قصّتكْ

قد صرت أنشدك الغرام صغيرتي

متأملا  فيكِ حياتي الماضية.