26 - 08 - 2025

"اعملوا آل داوود شكرا"

"إن لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله" ينطبق هذا الحديث على ضعفه أو قوته على نائب الشعب محمد عبد العليم داوود وأسرته؛ فما وجدنا لغيرهم من عهد في خدمة الناس، ولا افتقدناهم حيث كنا بحاجة إليهم.

من طينة هذا الوطن وملحه تلك الأسرة؛ لم يتكبروا على بني جلدتهم، وما استغاث بهم صاحب حاجة، إلا وجدهم عونا وسندا، وما استطالوا على الناس بعدما دانت لهم الدنيا بمقعد في البرلمان.

كان عبد العليم داوود صوت الشباب الصارخ في البرية، وصوت الثورة قبل أن تكون ثورة، حين نجح لأول مرة كنائب في مجلس الشعب حين كان للشعب مجلسا، حذر السلطة من غياب الإصلاح وقتما كان الجميع ينافق، والحزب الوطني جالس على أنفاس البلد قبل أن ينقطع نفسها.

أتى من الصفوف الخلفية، مرشحا شابا، ليمنح أبناء دائرته والمحيطين بها حلما وأملا في التغيير، وفي إمكانية وصول الشباب.

سعى الرجل جهده لتقديم الخدمات قدر ما وسعه الجهد، فحمله أبناء دائرته ومحبيه إلى كرسي مجلس الشعب سنين ومرات عددا.

كان عند حسن الظن نموذجا للبرلماني الذي لا يهادن، ولا ينافق، ويصرخ حين تصمت الألسنة وتجب الصرخة؛ يعزف للمعارضة صوتا مع آخرين يشبهونه من حبات عقد الوطن، كضياء الدين داوود، وهيثم الحريري، وعبد المنعم إمام، ومها عبد الناصر وغيرهم.

لم يكن النائب محمد عبد العليم داوود وحده من وهب نفسه لخدمة البسطاء، والمعذبين في الأرض، بل كانت الأسرة كلها، وكأنها وهبت نفسها لله والعمل الصالح، فبدء من شقيقه الأكبر الحاج عبد اللطيف داوود، ثم الشقيق الأوسط الكاتب الصحفي الكبير أسامة داوود، والشقيق الأصغر عادل داوود، وابن شقيقه عمر عبد اللطيف، ذرية بعضها من بعض في الخدمة، والسعي لتخفيف صعاب الحياة على الناس خاصة المرضى.

ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله، وندعو أن ينال تلك الأسرة الطيبة منه نصيبا.

"مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيه".

وندعو الله له التوفيق والسداد، وأن يكثر من المسؤولين والذين هم في دوائر صنع القرار ممن يأخذون على عاتقهم خدمة الناس، ولا يأتون إليهم ليحصدوا أصواتهم ثم إذا بحثوا عنهم لم يجدوهم إلا في دوائر الفساد.
--------------------------
بقلم: معوض جودة


مقالات اخرى للكاتب