التقى السفير سوريش ريدي، سفير الهند بالقاهرة، الإثنين، بنائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار بمقر مجلس الوزراء المصري في مدينة العلمين، وذلك في إطار متابعة الشراكة الاستراتيجية التي وُقعت بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2023.

شهد اللقاء مناقشات موسعة حول التعاون القائم بين مصر والهند في قطاع الصحة والأدوية، حيث اتفق الجانبان على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتوسيع نطاق وصول خدمات الرعاية الصحية للجميع.

وخلال الاجتماع، أكد الدكتور خالد عبد الغفار على ما تتمتع به مصر من مقومات تؤهلها لتكون بوابة رئيسية لأفريقيا في مجال توريد الأدوية واللقاحات، مشيراً إلى الكوادر البشرية الموهوبة والبنية التحتية المتطورة والبيئة الجاذبة للاستثمارات.

من جانبه، شدد السفير ريدي على أن مصر في وضع متميز يسمح بجذب المزيد من الاستثمارات من الشركات الهندية الكبرى، مؤكداً عزم الجانبين على العمل المشترك لدعوة هذه الشركات لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.

 كما أعرب عن تقديره للتعاون الجاري في مجال نقل التكنولوجيا بين شركات تصنيع اللقاحات الهندية والمصرية، مشيداً بالاستثمارات الهندية المرتقبة في مجالات الأورام والأجهزة الطبية داخل مصر.

وتُعد الهند أحد أبرز موردي المواد الصيدلانية الفعالة لمصر، مما يعزز من قدرات منتجي اللقاحات المحليين. وعلى المستوى الدولي، تُعتبر الهند أكبر مصدر للأدوية المكافئة، إذ تُسهم بما يقارب 20% من الصادرات العالمية من حيث الحجم، وتنتج 60% من اللقاحات على مستوى العالم، من خلال مؤسسات كبرى مثل معهد سيروم الهندي، وبيولوجيكال-إي، وزيدوس، وجميعها وقعت اتفاقيات لنقل التكنولوجيا مع شركاء مصريين. 

كما بلغت صادرات الهند من المنتجات الصيدلانية أكثر من 30 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية 2024-2025.

وتتمتع الهند بقاعدة تصنيع قوية في قطاع الأدوية، حيث تمتلك أكبر عدد من المصانع المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خارج الولايات المتحدة، ويعمل في هذا القطاع أكثر من 3000 شركة أدوية و10500 وحدة تصنيع لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية. 

ويستند هذا النجاح إلى نخبة علمية تضم أكثر من 500 ألف عالم وكيميائي وخبير رقابة، ما يمكّن الهند من إنتاج أدوية عالية الجودة وبأسعار تنافسية.

كما يشهد حضور الشركات الهندية توسعاً متزايداً في مجالات علاج الأورام والأمراض النادرة والأدوية الحيوية البديلة، والتي تُعد من أبرز المتطلبات في الاقتصادات النامية.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على تعزيز وتوسيع التعاون الثنائي في مجال الصحة والأدوية، بما يسهم في توطين صناعة اللقاحات والأدوية داخل مصر، ويعزز من قدرة البلدين على تلبية الاحتياجات الصحية محلياً وإقليمياً.