لم اندهش من رد وزير بدرجة نائب رئيس وزراء .. علي صحيفة حاولت أن تفتح طاقة نور وسط ظلام دامس، فتجرأت ودخلت عش دبابير المستشارين، تعرض حقائق ليس إلا .
وقامت الدنيا ولم تقعد هنا وهناك . شكاوى وتهديدات ووعيد .. وقال إيه ورغم كل ذلك نحن مع حرية الرأي.
صحافة إيه ياعم ..
إنه علي رأى الراحل جلال الحمامصي .. دخان في الهواء.
هو والغثاء سواء .. لا أذن تسمع، ولا عين ترى، ولا أنف يشم الخبر ولو علي بعد أميال، مكتفيا بالبيانات الحكومية، دون تغيير حرف واحد.
صحافة أعلنت إفلاسها ورفعها الراية البيضاء .. بإجبار أو باختيار .. وكفى الله اللي كانوا صحفيين .. شر القتال.
صحافة تدعى أنها قومية وصوت الشعب .. وكل أخبارها بايتة وطبلها عالي جدا.. وملكية أكتر من الملك نفسه.
صحافة تدعى أنها حزبية وهى تمارس داخل أحزابها كل أشكال التنكيل والإقصاء.
صحافة جديدة تربي كوادرها علي مبدأ السمع والطاعة، وتدربهم داخل أروقة المكاتب، قبل أن ينطلقوا ليبثوا الوعود والآمال الزائفة - ليل نهار - في أذن شعب لاحول له ولا قوة ولا صوت.. يعبر عنه.
صحافة إيه ياعم..
صحافة انصرف عنها قراؤها في غمضة عين، وصارت توزع بالعشرات من النسخ.. بعد أن كان توزيعها.. يتخطى المليون نسخة.
انصرفت عن الناس .. فانصرفوا عنها.
أصبحت تكتب وتلحن وتنشر .. ولا مجيب ولا مصدق .
فقدت رونقها وحضورها.. في زمن هي أحوج فيه أن تكون صوتا للناس.
فقدت أقلامها الشجاعة إلا ما ندر .. في مواجهة موجة من التضليل والتطبيل.. وإلا .
كن معنا أو ضدنا.
هكذا هو حال صحافتنا المنكوبة الآن، وإن لم تستطع هزيمتنا .. انضم الينا .
صحافة إيه ياعم..
قول يا باسط.
وخللي الطابق مستور.
--------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]