22 - 08 - 2025

"فيتو" والوزير

لم تتحمل السلطة أو وزيرها الجنرال كامل الوزير، وكما توقعت الإنصات للرأى الٱخر، ولا لحرية الصحافة، رغم مرور أسبوعين فقط على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى برؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية، ورغبته فى إفساح الطريق أمام الٱراء المعارضة، ومنح مزيد من الحريات، وحق تداول المعلومات، باعتبار مهنة  الصحافة والإعلام منوطة بكشف الحقيقة.

وبعد أن نشرت صحيفة "فيتو" تحقيقا صحفيا موسعا، على صفحة كاملة عن دولة المستشارين خص وزارة النقل، بـ 120 كلمة عن مستشارين تمت الاستعانة بهم من الموظفين الكبار بعد خروجهم للمعاش بهدف الاستعانة بخبراتهم، فى مقابل منحهم مكافٱت ضخمة بالملايين، استشاط وزير النقل غضبا، وتقدم بشكوى او بعريضة دعوى إلى النائب العام (ثم سجبها)، متهما الصحافة وبالتحديد  "فيتو" التي يترأسها الاخ والصديق عصام كامل، المهنى والصحفى المعروف.

وبالمناسبة كامل زاملته فى جريدة الأحرار فى التسعينيات، عندما كان يترأس تحرير الأحرار الأسبوعية إلى جوار الأستاذ مصطفى بكرى والذى كان يترأس فى تلك الأثناء الأحرار اليومى، وكان عصام كامل صحفيا شاطرا جدا، لذا لا أستغرب أن ينشر على الموقع الذى يترأسه مثل هذا التحقيق القوى والجريء والذى يتحمل مسؤوليته بالطبع، لكن الجنرال الوزير، رغم إنجازاته الكثيرة (خاصة خلال الفترة التى كان يتولى فيها حفر وتوسيع قناة السويس، وقد شهد له القاصى والدانى بإخلاصه وتفانيه، لإنجاز هذا العمل الضخم فى أسرع فترة زمنية) لم يتحمل النقد، كما لم يتحمله أثناء حادث الـ 19 فتاة اللاتى فقدن حياتهن بسبب سوء الطريق، وخرج ساعتها فى الإعلام بتصريحات غير موفقة، وهذه أخطاء كبيرة ينبغى على أى مسؤول ألا يقع فيها، ويكون دائما مستعدا لتقبل النقد مهما كانت حدته، ويدافع عن نفسه من غير نفسنة او مكايدة وشكاوى أمام المحاكم، وكان المفروض من أول ماقرأ السطور القليلة التي نشرت عنه في التحقيق الصحفى أن يلجأ إلى نقابة الصحفيين أو المجلس الأعلى للإعلام، ليدافع عن نفسه، من طلقات عصام كامل، وموقع فيتو، لا أن يشرع في الذهاب إلى المحكمة للمكايدة وتأديب الصحفيين، رغم أن كلمات الرئيس السيسى منذ أسابيع قليلة، كانت فى صالح الإعلام كله مرئى ومقروء ومسموع، لكن للأسف الفريق الوزير خالف توجيهات السيد الرئيس، وأخذته العزة بالنفس، ونوى الذهاب مهرولا إلى أروقة المحاكم، للانتقام من الصحفيين، ومن عصام كامل وصحيفته، بدلا من أن يذهب الى قاضيه الطبيعى فى نقابة الصحفيين، أو المجلس الأعلى للإعلام، قبل أن يأخذ التعليمات بسحب الدعوى التى تقدم بها للنائب العام، ويقدمها للمجلس الأعلى للإعلام، وياريت ده كان حصل من الأول.

حضرتك مش على راسك ريشة، ولا أفضل من عمر بن الخطاب الذى قال ذات مرة: أصابت امرأة وأخطأ عمر، وهو خليفة عظيم كان يقود امبراطورية واسعة الأرجاء من بلاد العرب والمسلمين، ولا أكرم من الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو من هو، عندما قال : "رأيك صواب يحتمل الخطأ، ورأيى خطأ يحتمل الصواب"، بقيت كلمة أخيرة، إذا كانت السلطة جادة فعلا للإنصات للرأى الٱخر، ومنح مزيد من الحريات رغم أن الحرية لايمنحها بشر لبشر، لأن الله خلق الناس أحرارا ، فلتكن هناك ٱلية تضمن أن الرأى الٱخر لا يعصف به، وتضمن أيضا تسهيل حصول الصحفى على المعلومات، وتكون هناك تعليمات صريحة وواضحة وملزمة للوزراء والقيادات التنفيذية، وأولهم الفريق كامل الوزير، أن الدنيا قد تغيرت، وعليهم أن يفسحوا الطريق أمام الصحفيين والإعلاميين بمختلف انتماءاتهم حتى يمارسوا دورهم بحرية مسؤولة طبعا وليست فوضوية، وأن يقتحموا كل الملفات الشائكة، بهدف كشف الفساد فى كل موقع، لقد حان الوقت لكشف الفاسدين مهما كانت أسماؤهم، وفضحهم أمام العدالة والرأى العام، حفاظا على المال العام.

إننى أعلن ومن خلال منبر "المشهد"درة التاج تضامنى مع الزميل عصام كامل وأسرة التحرير بجريدة وموقع "فيتو"
----------------------------
بقلم: جمال قرين



مقالات اخرى للكاتب