21 - 08 - 2025

عجاجيات | الإعلام والناس

عجاجيات | الإعلام والناس

كلما انحدر الإعلام زاد انحدار المجتمع، وكلما ضاعت بوصلة الإعلام أصيب المجتمع بالتوهان، وإذا فقد الإعلام قدرته على التوعية ودق أجراس الخطر طفت على السطح سوءات المجتمع وأفرز أسوأ ما فيه من بشر وسلوكيات وظواهر.

والشيء بالشيء يذكر ويتضح ، فصحيح تماما أن أجهزة وزارة الداخلية وبخاصة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات هى المسؤولة الأولى عن التصدى للمخدرات مع قوات حرس الحدود التى تقف بالمرصاد لمهربى المخدرات الذين يحاولون إدخال السموم بكافة أنواعها لبلادنا، ولكن علينا أن نعترف بأن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وقوات حرس الحدود لا يمكن أن تحقق نجاحا ملحوظا فى مكافحة المخدرات بدون إعلام واع تنويرى وتوعوي يخاطب الأسرة ويخاطب الشباب، ويحذرهم بصورة مباشرة وغير مباشرة من الوقوع فى براثن الإدمان، خاصة مع ظهور أنواع جديدة من المخدرات عالية الخطورة والتى تحول من يدمنها إلى خرقة بالية لا حول له ولاقوة.

وإذا انتقلنا إلى ظاهرة لا يمكن لعاقل أن ينكرها وهى الاحتقان بين جماهير كرة القدم سنجد أن الإعلام غير المسؤول وغير الواعى وغير المهنى هو المسؤول بدرجة كبيرة عن تأجيج الاحتقان وزرع الفتنة بين جماهير الأندية، وهذا بالطبع لا يلغى ولا ينفى وجود نقاد وإعلاميين رياضيين على درجة كبيرة من المهنية والوعى والاحترام لمواثيق الشرف الإعلامية المتعارف عليها

الإعلام يمكن أن يلعب دورا هاما فى التصدى لانتشار العنف والبلطجة، والإعلام يمكن أن يلعب دورا هاما فى تقليل حوادث المرور ويكفى أن نتذكر البرنامج الإذاعي (سكة السلامة) واغنيه الشهيرة بالسلامة يا حبيبى بالسلامة

الإعلام يا سادة وبدون أدنى مبالغة يمكن أن يلعب دورا أساسيا فى تشجيع العمال على الإنتاج والاجادة، ويمكن أن يلعب دورا أساسيا فى توجيه وإرشاد الفلاحين ويكفى أن نتذكر البرنامج التليفزيونى (سر الأرض)

والإعلام يمكن أن يلعب دورا بالغ الأهمية فى النهوض بالتعليم ومساندة المدرسة والمدرس ومساعدة التلاميذ وأولياء الأمور فى الحد من الدروس الخصوصيه من خلال البرامج التعليمية.

وأنوه إلى تكامل الإعلام بكل أدواته والثقافة بكل أنواعها، فالإعلام الجيد يستفيد ويوظف الأغنية الجيدة ولنتذكر الأغنيات التى أشعلت حماس عمال ومهندسى السد العالى، والإعلام الجيد يوظف الكتاب الجيد والمسرحية الجيدة والفيلم الجيد، والإعلام والثقافة من أهم عناصر قوة مصر الناعمة، ولا أبالغ إذا قلت إن نهضة الإعلام وقيامه بوظيفته على أفضل وجه يمكن أن يساعد فى ظهور ثومة جديدة ونجيب محفوظ جديد ويوسف ادريس جديد ومجدى يعقوب جديد وزويل جديد وحسنين هيكل جديد وطارق حبيب جديد وعبدالرحمن على جديد وأنور المشري جديد وبابا شارو جديد وأحمد مظهر جديد، فى كلمة واحدة نهضة الإعلام ترمومتر ومقياس لنهضة المجتمع ككل، فلتتكاتف الجهود المخلصة لتحسين وتطوير إعلامنا ومده بدماء ووجوه جديدة تستطيع بناء جسور من الثقة مع الجماهير.
--------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج



مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الإعلام والناس