ألقى البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى البابا صلوات العشية بمشاركة أصحاب النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس شرق الإسكندرية، والانبا كاراس اسقف مطروح والخمس مدن الغربية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وعدد من الآباء الكهنة، وتم في ختام العشية تطييب رفات القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس بمناسبة تذكار عيده. ثم تحدث القس ماركوس ميخائيل كاهن الكنيسة ناقلاً مشاعر فرحة الجميع بزيارة البابا، تلك الزيارة التي تتزامن مع نهضة صوم السيدة العذراء وهي العادة السنوية التي كان يسير عليها مثلث الرحمات المتنيح الأنبا باخوميوس.
كما ألقى القمص أبرآم إميل كلمة محبة وترحيب، طالبًا أن يحفظ الله بلادنا، وكنيستنا، رئيس كهنتنا.
وقبل العظة هنأ قداسته شعب الكنيسة بمناسبة صوم السيدة العذراء وعيد الأرشيدياكون حبيب جرجس واستكمل البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "لقاءات يومية وسنوية مع السيدة العذراء".
وتأمل قداسته في تسبحة السيدة العذراء (لو ١: ٤٦ - ٥٥) وأوضح أننا نتقابل مع السيدة العذراء سنويًّا خلال محطتين هما ١- شهر كيهك: وهو الشهر الرابع من شهور السنة القبطية "محطة شتوية" يتميز بقصر نهار أيامه وأنه يوجد فيه فقط أربع آحاد يقرأ فيها آيات الأصحاح الأول من إنجيل لوقا وله نغمة وتسابيح كيهكية خاصة به. ونتقابل فيه مع العذراء من خلال طاعتها "الطاعة القلبية والأذن المستجيبة" وتواضعها.
وفي محطة شهر كيهك يوجد "الوعد وتحقيق الوعد" أي الوعد ميلاد يوحنا المعمدان وميلاد رب المجد وتحقيق الوعد بميلاد المعمدان في الأحد الرابع ويكتمل الشهر بميلاد المسيح.
٢- صوم السيدة العذراء: وهو المحطة الثانية الصيفية، المحبب للجميع، في أشكاله المختلفة، يتميز بوجود نهضات روحية في كل الكنائس هدفها النهوض والقيام من غفلة الخطية، والتمتع بفضائل العذراء.
وأشار البابا إلى المقابلة اليومية مع أمنا العذراء في "الثيئوطوكية اليومية" والتي جاءت منها تعبير "ثيئوطوكوس" أي والدة الإله والتي أقرتها الكنيسة في مجمع أفسس المسكوني لمحاكمة نسطور الذي ادعي أنها ليست والدة الإله بل والدة الإنسان يسوع. و"الثيئوطوكيات" بها ألقاب كثيرة للعذراء مريم تحثنا الكنيسة فيها على أن نعيش بالتقوى وأشار قداسته إلى أننا نقابلها أيضًا في كتاب الأجبية وكلمة "أجب" معناها ساعة وكل صلاة من صلوات السواعي بها مزامير وقطع من الأناجيل وقطع من الصلوات، القطعة الثالثة خاصة للعذراء مريم مثل ما نقول في صلاة باكر "أنت هي أم النور المكرمة، من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية، لأنك أنت هي الزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء، لأن الآب اختارك، والروح القدس ظللك، والابن تنازل وتجسد منك..." وفي كل قطعة نذكر صفات جميلة وألقاب عديدة للسيدة العذراء فخر جنسنا من خلال عقيدتنا وإيماننا.
وفي ختام العظة رنم البابا ترنيمة "العليقة التي رآها موسي النبي …" مع شعب الكنيسة لافتًا إلى أن السيدة العذراء ربطت الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.