19 - 08 - 2025

.. بل الحجاب فريضة !

.. بل الحجاب فريضة !

أثير منذ فترة في الشارع المصري جدالٌ واسع حول خلع مُمثلتين شهيرتين الحجاب، بعد سنوات من ارتدائه، باعتباره دليلا علي الحشمة والوقار، وذلك إثر اعتزالهما التمثيل، الذي غرقا خلاله في غيابات جب السفور والعري على شاشات السينما والتليفزيون .

هوَّن البعضُ، ومن بينهم كتابٌ لامعون من قيمة الحدث زاعمين أنها حُريّةٌ شخصية، وأنّ هناك كثيرا من قضايا المجتمع ومشكلاته أولى باهتمام الناس وانشغالهم من تلك القضية، وجرَّم آخرون الحدث باعتباره ارتدادا عن أهم سمات التزام المرأة، وحرصها علي السترِ والعفاف .

وبعيدا عن تقييم الحدث والإدلاء فيه بدلو (القيل والقال)، كما فعل الكثيرون، تعالوا نتفق على أن حجاب المرأة وعفّتها، رغم أنه علاقة بينها وبين ربها، إلا أنه يُعدّ دليلا دامغا علي توبتها وأوبتها، بصونها جسدها من النظرات الفتاكة، وسدها الأبواب أمام الحيل الآثمة، التي يلجأ إليها أصحابُ القلوب المريضة؛ ليُفقدوا الفتاة السافرة أعزَ ما تملك من شرفٍ وسمعة !

إنّ حجاب المرأة ـ هداكم الله ـ هو من أهم شعائر الإسلام، كما أنّ عفّتها مقصدُ جميع الأديان والفطر السليمة، أمّا أن تصير المرأة كلأ مُباحا فتلك هي الرجعية البعيدة عن التحضر .

إنّ ما روّجه أبواق الفساد من أن التخلي عن الحجاب مدنية، هو الجهل بعينه؛ لأنه في حقيقته تخل عن تعاليم الإسلام، ومبادئ الدين، التي ستنحل لا محالة عروة عروة، إذا تخلت المرأة عن حيائها، وأصرت علي السفور الذي يجعلها ملكا للجميع .

وإذا كان الروس قد منعوا الاختلاط في المدارس؛ لما يجرُّه من ويلات، فعيبٌ علي بلد دينه الإسلام أن يُحارِب كثيرٌ من مثقفيه الحجاب، الذي يصون المرأة ويحميها، زاعمين زورا أنه رجعية وتخلف !

والمؤكد أنّ ستر المرأة وعفافها، ليس مهمة المرأة وحدها، بل هو مسئولية الرجل من قبلها، سواء كان أبا أو زوجا أو أي ولي أمر، وبحرصه على عفة من يعول، يكون ممتثلا قول القائل:

إذا سقط الذبابُ على طعام / رفعتُ يدي ونفسي تشتًـــهيه

وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـــاء / إذا كانت الـــكلاب ولغن فيه

إنّ حرية المرأة ليست في كشف ما أرادت من جسمها، متي أرادت وكيف شاءت، بل في تمسكها بالعفة والحجاب، بحرصها علي التفوق، ودخول ميادين ريادة المرأة، فيما لا يتعارض مع كونها أنثى.

إنّ رقة المرأة وجمالها ـ يا سادة ـ يزيدان، كلما حافظت علي تلك الأنوثة، وبعدت عن كلّ ما يجعلها ندًا للرجل قولا وسلوكا .

وَإذا كان ربنا عزّ وجلّ، قد أمر المرأة في سورة النور بالحجاب، فقال سبحانه: (وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فهذا يجعلنا نقول لمن هوَّن من شأن الحجاب، وزعم أنه ليس من الدين أأنتم أعلم أم الله؟

فخلعُ بعض النساء الحجاب، وتقصير بعضهن زيهن شبرا بعد الشبر، ليس دليل مدنية وتحضر، بل هو الخسران بعينه، وتشجيع أبواق الضلال لهن علي ذلك، هو التنطع والإفلاس، وحقا صدق نبينا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
---------------------------
بقلم: صبري الموجي
ـ مدير تحرير الأهرام



مقالات اخرى للكاتب

.. بل الحجاب فريضة !