في إطار تعزيز العلاقات الاخوية الراسخة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية وبما يجسد رؤية عمان 2040 نحو بناء شراكات استراتيجية، وقعت البلدين اليوم الإثنين، مذكرات تفاهم للإستثمار في عدد من الأنشطة الصناعية.
وأشار السفير عبدالله الرحبي سفير عمان بالقاهرة، إلى أن العلاقات العُمانية–المصرية ليست وليدة اليوم، بل هي ثمرة تفاعل حضاري ممتد عبر عقود طويلة من التفاهم والمواقف المشتركة، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال حاضرة في وجدان الشعب العُماني، كما أن عُمان تحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين، وهو ما جعل هذه العلاقات نموذجًا يُحتذى به في الاحترام المتبادل ووحدة المصير وتشابه التحديات.
وأكد الرحبي أن قيادتي البلدين السلطان هيثم بن طارق المعظم و الرئيس عبدالفتاح السيسي – يواصلان العمل على نقل هذا التاريخ الراسخ إلى شراكات عملية وملموسة، بما يدعم مسيرة التنمية المستدامة ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين.
وثمّن السفير الرحبي الشراكة القائمة بين شركة الأمل الشريف للبلاستيك المصرية وشركة زينوكس جلوبال العُمانية ضمن برنامج"لدائن" التابع لشركة أوكيو، موضحًا أن هذا التعاون يعكس الثقة المتبادلة ويُترجم التوجه نحو التكامل الصناعي العربي، خاصة في ضوء مساهمة مؤسسات مصرفية مصرية كبرى في هيكل شركة الأمل الشريف، مثل بنك الاستثمار القومي، البنك الأهلي المصري، المصرف المتحد وبنك قناة السويس.
وقال إن هذه الشراكة الصناعية تحمل أهمية استراتيجية كونها تستهدف إنتاج حلول هندسية متطورة لأنظمة تغذية المياه والصرف باستخدام تقنيات البولي أوليفين، وبما يتوافق مع المعايير البيئية الدولية، وذلك في إطار رؤية عمان 2040 ورؤية مصر 2030 التي تُركزان على تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا ورفع مستوى الجودة.
ووصف السفير مشروع “لدائن” بأنه ليس مجرد اتفاق اقتصادي، بل نموذج عملي للتكامل العربي القائم على توظيف الخبرات والتجارب المصرية المتقدمة في قطاع التصنيع، والاستفادة من البنية الصناعية والدعم اللوجستي المتطور في سلطنة عمان، في إطار إستراتيجي يُعزّز الابتكار ويرفع القيمة المضافة ويدفع بمسيرة التنمية.
واختتم عبدالله الرحبي كلمته بالتأكيد على أن سفارة سلطنة عمان بالقاهرة ستواصل دعم كل ما يُسهم في ترسيخ التعاون بين البلدين، وأن “بيت عُمان” سيظل منصة راسخة للشراكة الأخوية، ومنبرًا لكل مبادرة تهدف إلى تعزيز التكامل المصري العُماني في مختلف المجالات، مشددًا على ثقته بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من المشروعات المشتركة والحلول المبتكرة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.