أكد السفير سوريش ريدي، سفير جمهورية الهند لدى القاهرة، أن الهند تواصل تحقيق إنجازات بارزة في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والفضائية، معرباً عن فخره بما حققته بلاده خلال العام الماضي، ومثمّناً في الوقت ذاته دعم مصر المستمر للهند، لاسيما في مواجهة الإرهاب.
و أشار السفير ريدي خلال كلمته الذي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لاستقلال بلاده، إلى أن الاقتصاد الهندي تجاوز حاجز 4 تريليونات دولار أمريكي في مايو 2025 ليصبح رابع أكبر اقتصاد على مستوى العالم، مع توقعات بأن تحتل الهند المرتبة الثالثة العام المقبل، موضحًا أن بلاده تمتلك ثالث أكبر منظومة للشركات الناشئة في العالم، تضم أكثر من 200 ألف شركة ناشئة و120 شركة تخطت قيمتها حاجز المليار دولار.
وأضاف أن الهند أصبحت اليوم رائدة عالميًا في مجال الدفع الرقمي، من خلال واجهة الدفع الموحدة (UPI) التي تنفّذ ما يقرب من 18 مليار معاملة رقمية شهريًا، وهي بذلك أكبر وأسرع نظام دفع فوري على مستوى العالم.
كما أشار إلى توسع كبير في مشروعات البنية التحتية، من جسر “تشيناب” للسكك الحديدية في كشمير – الأعلى عالميًا – إلى أول جسر بحري عمودي في ولاية تاميل نادو.
وفي قطاع الفضاء، أوضح أن الهند واصلت تقدمها من خلال قيادة رائد الفضاء الهندي شوبهانشو شوكلا لمهمة “أكسيوم 4” إلى محطة الفضاء الدولية، كما أطلقت الحكومة “مبادرة الهند للذكاء الاصطناعي” بميزانية بلغت 1.25 مليار دولار لإنشاء مراكز متخصصة للتميز في هذا المجال، استعدادًا لاستضافة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في فبراير 2026.
كما استعرض السفير سلسلة النجاحات التي حققها الرياضيون الهنود، وعلى رأسها الفوز بذهبيتي أولمبياد الشطرنج 2024 للرجال والسيدات وبطولة العالم للشطرنج، إلى جانب التألق الكبير في بطولات الناشئين.
ولفت إلى أن قدرة الهند للطاقة المتجددة تجاوزت 240 جيجاوات، منها 100 جيجاوات من الطاقة الشمسية، مؤكداً أن بلاده نجحت في تحقيق هدف توليد 50% من إجمالي الطاقة من مصادر غير أحفورية قبل خمس سنوات من الموعد المقرر.
وفيما يتعلق بكشمير، قال السفير إن المنطقة تشهد تقدماً ملحوظاً على مختلف المستويات، حيث أُجريت انتخابات حرة ونزيهة في عام 2024 بلغت نسبة المشاركة فيها أكثر من 60%، بينما يسجل اقتصاد الولاية معدل نمو سنوي يصل إلى 10% وهو الأعلى مقارنة ببقية ولايات الهند. كما ارتفع عدد الزوار المحليين من 2.5 مليون سائح عام 2020 إلى 23.5 مليون عام 2024.
وأكد أن مصر وقفت بقوة إلى جانب بلاده بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحًا في أبريل الماضي، مُثمنًا إدانة مصر القوية، ومكالمة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء الهندي التي عبّرت عن التضامن الكامل مع الهند.
وفي سياق العلاقات الثنائية، أكد سعادة السفير استمرار الزخم السياسي بين البلدين، مشيرًا إلى لقاءين جمعا الرئيس السيسي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي على هامش قمتي “البريكس” و“مجموعة العشرين” خلال عام 2024، إضافة إلى عدد من الزيارات الوزارية رفيعة المستوى بين الجانبين، منها ثلاث زيارات مصرية للهند خلال العام الجاري، وكذلك زيارة وفد برلماني هندي رفيع المستوى إلى القاهرة في يونيو الماضي، والتي حظيت بترحيب واسع.
وأشار إلى أن الاستثمارات الهندية في مصر تجاوزت 4 مليارات دولار أمريكي وأسهمت في توفير أكثر من 40 ألف فرصة عمل، موضحًا أن الشراكة بين البلدين تتوسع في العديد من المجالات المستقبلية مثل التكنولوجيا الرقمية، والابتكار، والطاقة المتجددة، والشركات الناشئة.
وفي ختام كلمته، شدد السفير ريدي على أن الهند ومصر – باعتبارهما من الدول الرئيسية في الجنوب العالمي – تتعاونان بشكل وثيق على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل تعزيز الاستقرار والتنمية، مشيدًا بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في قضايا المنطقة، خاصة في ملف غزة، ومؤكداً التزام الهند الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، بالإضافة إلى مساهماتها الإنسانية التي شملت إرسال 70 طنًا من المساعدات لغزة وتقديم أكثر من 50 مليون دولار لوكالة الأونروا فضلًا عن تنفيذ مشاريع تنموية بقيمة تجاوزت 160 مليون دولار.