14 - 08 - 2025

مهمة نتنياهو التاريخية الكارثية

مهمة نتنياهو التاريخية الكارثية

مجرم حرب بدرجة رئيس وزراء كيان عنصرى لقيط، يحكم بقبضته الوحشية على بلد محتل، لايكتفى بحرب إبادة وتجويع كشفت عن إجرام فاق كل الحدود .. ضرب عرض الحائط بإدانات دولية حفرت اسمه على قائمة المطلوبين المدانين بإرتكاب جرائم حرب .. يدرك أنه فوق القانون والمحاسبة والعقاب في عالم مزدوج المعايير لايطبق القوانين بل محكوم بشريعة الغاب. الكلمة العليا والبقاء فيه ليس للأقوى فقط بل للأشرس والأكثر إجراما ووحشية !!

يده المخضبة بالدماء ووجه الذى بات أقرب لدراكولا لم يمنعانه من ارتداء ثوب الحكمة والتقوى، مدعيا بأنه في مهمة تاريخية وروحية من أجل تحقيق رؤية "إسرائيل الكبرى".

ليست حماس هي من حركته لما فعله في غزة .. وحربه لم يبدأها بعد السابع من أكتوبر، وهدفه محو غزة وتهجير أهلها وإحكام قبضته عليها لم يكن رد فعل لما زعمه بالقضاء على ماتشكله المقاومة من تهديد لدولته المزعومة .. فالمخطط أبعد من ذلك بكثير، والإعداد له وتنفيذه يجرى بدقة وإحكام سواء ماقبل السابع من أكتوبر أو بعدها ..

لم يكن غريبا أن يعلنها رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بأنه في مهمة تاريخية وروحية .. لم يكن غريبا أن يتمسك بإسرائيل الكبرى، ربما إغتنم فقط الفرصة في لقائه مع قناة i24 الإسرائيلية عندما أهداه الإعلامى الذى أدار الحوار معه تميمة على شكل خريطة إسرائيل الكبرى وسأله عن مدى إرتباطه بها .. فأجابه النتنياهو على الفور وبحزم مؤكدا بتمسكه بها وشعوره بأنه في مهمة تاريخية وروحية لتحقيقها !!

أعلنها بكل بجاحة ووضوح ، لم تمنعه معاهدات سلام .. ولاصفقات غاز .. ولامساعدات لتمرير سفن تحمل سلاحا، ولا تخاذل وتواطؤ وصمت شيطانى أمام حرب إبادة وتجويع لشعب شقيق .. ولا إدانات خجولة لا تسمن ولاتغنى من جوع لوقف عدوان وحشى !! ولا إحجام جبان عن المشاركة في تحريك دعاوى وإدانات دولية !! ولاتحرك ضعيف لإدخال المساعدات الإنسانية وكسر حالة الحصار ووقف حرب التجويع والإبادة، ولا إلقاء كل أوراق الضغط العربية والإكتفاء بمصمصة الشفاة والتنديد على استحياء بكلمات جوفاء فقدت قيمتها وقوتها وكشفت بوضوح عن ضعفها وجبنها أمام العدو ..

فلماذا لايعلنها النتنياهو صراحة ومالذى يمنعه عن المفاخرة بمهمته التاريخية والروحية .. ما الذى يحجمه عن الإعلان بتمسكه بإسرائيل الكبرى .. ما الذى يكبل يده عن تمزيق الأراضى العربية واحدة تلو الأخرى ، مالذى يعوقه عن ضم الضفة وجزءا من أراضي لبنان وسوريا ومصر والأردن والسعودية .. فإسرائيل الكبرى مهمته المقدسة الموهوب لها والتى يدعمه لتحقيقها أكبر دولة في العالم بعدما أعلن رئيسها بصراحة أن مساحة إسرائيل صغيرة ولابد من زيادتها وتوسيعها!

المخطط واضح وهكذا تفعل إسرائيل دوما .. لا تخفى نواياها ولا خططها ولا أهدافها. لكن العرب دوما لا يصدقون أو يتجاهلون، أو بمعنى أدق يجبنون عن المواجهة تحت ذرائع واهية. متغافلين أن المواجهة آتية لامفر منها .. فهى مهمة تاريخية وروحية للعدو لن يتوقف حتى يحققها لتصبح أمرا واقعا!

مخطط إجرامى لاتجدى معه بيانات خجولة تؤكد التمسك بالثوابت ورفض المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني سواء من خلال الإستيطان أو ضم أراضى أو إخلاء تلك الأراضي بالتهجير بشكل مؤقت أو طويل الأجل بما يهدد الاستقراروينذر بمزيد من الصراع  في المنطقة.. وغفل البيان الخجول أن الإعلان عن إسرائيل الكبرى يهدد أمنه مباشرة ..

ندرك أن للسياسة أحكامها وحساباتها ولردود الأفعال تقديراتها وتوازناتها وأن التعامل مع القضايا الشائكة حذرها وتعقيداتها . لكن عندما يتعلق الأمر بالأرض والأمن والكرامة، فمن غير المقبول الرضوخ لمخططات العدو المتبجحة دون إتخاذ مواقف حاسمة تثلج صدورنا وتطمئننا وتواجه العدو بما يستحقه من رد حاسم ليدرك أن مهمته المزعومة لن تتحقق، وأن الأرض المصرية ليست لقمة سائغة يبتلعها دون أن تقف في حلقه فتنهى حياته وتنهى مهمته الروحية المزعومة.
-----------------------------
بقلم: هالة فؤاد

مقالات اخرى للكاتب

مهمة نتنياهو التاريخية الكارثية